"قصص رعب" المفقود - بيت الرعب والفانتازيا

                     المفقود

أعمل فى أحدى المدارس الخاصة فى شمال ولاية "أيرزونا "الأمريكية ولم يمضى على عملى فيها ألاشهر واحد فقط, عملى كحارس ليلى ليس سهلا لكثير من الناس لكنى أعتدت الأمر خاصة بعد أنفصالى عن زوجتى منذ شهور، عندما أستلمت عملى هذا حذرنى رئيس قسم الأمن بالمدرسة من الأقتراب من الطابق الأخير فى مبنى الأدارة وشدد كثيرا على كلماته وهو يمنعنى من الصعود إلى هناك، فى البداية أنصعت للأمر وتجاهلت الأمر لعدة ليالى لكن بعد ذلك وفى أحدى الليالى سمعت أصوات غريبة تأتى من هذا الطابق الأخير عندما كنت أتفقد مبنى الأدارة كما أفعل مع بقية المبانى داخل المدرسة،
بدأ القلق يتسرب بداخلى وأنا فى الطابق الخامس - قبل الأخير - وأدرت ظهرى أستعدادا لمغادرة المبنى والعودة الى حجرتى القريبة من باب المدرسة لكن الأصوات علت فجأة عندما هممت بالمغادرة فتوقفت منصتا، أنها أصوات أطفال, نعم أطفال تستغيث من شئ ما, لم أنتظر كثيرا وصعدت للطابق الأخير وفوجئت بأنه مغلق بباب حديدى كبير وبجواره على أحدى الجدران علقت ملصقات لصور أطفال كتب فوقها كلمة "مفقودين "
أطفال لايتعدى عمرهم العشر سنوات تقريبا، ولكني أستغربت الأمر, لماذا تعلق صور أطفال مفقودين هنا؟
فجأة أنطلقت صرخة مدوية لطفل من خلف الباب الحديدى الكبير فهلعت وأنتابنى الذعر والخوف, أنه طفل يصرخ, يستغيث, كأن هناك شئ ما يضربه بقوة, أوشخص ما
كنت أحمل كشاف صغير فى يدى أنير به نظرا لأننى لم أجد مفتاح الكهرباء فى هذا الطابق عدى الضوء القادم عبر النافذة التي تتواجد أمام الباب الكبير, ضوء المصابيح الكاشفة فى المدرسة مع ضوء القمر فى تلك الليلة كان كفيلان بأنارة جزء كبير من المكان الذى أقف فيه.
بسرعة أخرجت سلسلة المفاتيح وبينما الطفل يصرخ من الداخل كنت أبحث أنا عن مفتاح الباب الحديدى وأنا أحاول طمئنة الطفل المسكين
" أنا قادم أليك، أنا قادم، سوف أدخل حالا "
أخيرا وجدت المفتاح الذى فتح ريتاج الباب الحديدي وما أن عبرت الي الداخل ونظرت بعيني لم أجد أحدا, وتوقف الصراخ فجأة لحظة دخولى، كان أمامي ممر طويل تتراص علي يمينه أبواب لغرف بجوار بعضها، كانوا سبعة أبواب وفى نهاية الممر باب ثامن, المكان هنا عفن ومليئ بالأتربة والغبار فيبدوا أنه لم يأتى أحد الى هنا منذ وقت طويل.
فجأة عاد صوت الصراخ مرة أخرى, أنه يأتى من أحدى الغرف السبعة فخطيت بسرعة وأنا أنير طريقى بمصباحى الذى أحمله فى يدى وأنا أهتف عاليا
" أين أنت يا بنى؟ أين أنت ؟ "
صوت الصراخ يذداد, فتحت باب أول غرفة ودخلت فيها لكني لم أجد أحد، فقط غرفة خالية ورائحة عفنة لا تطيقها فخرجت مسرعا على الغرفة الثانية والتي كانت فارغة أيضا فلم أجد الطفل فيها, ما زال صوت الصراخ يدوى فى المكان, فى الغرفة الثالثة وجدت مرآه كبيرة معلقة علي أحد الجدران وأمامها وضع كرسى كبير, هنا كان الصوت, صوت الطفل،
ولكن أين هو؟
هتفت بذعر " أين أنت يا بني؟ "
لكنه لم يجيبنى, مهلا, الصوت يأتى من المرآه, نظرت في أتجاهها وثبت ضوء الكشاف عليها لأجد طفل يجلس فى وضع القرفصاء وينظر نحو شئ ما، ألتفت خلفى بسرعة لكني لم أجده, لم أجد الطفل, فقط كلن خلفي جدار الغرفة التى يملئها التراب والعفن فأستدرت مرة أخرى نحو المرآه لآرى الطفل في المرآه معلق فى الهواء وشيئ ما يقف خلفه, لم أراه جيدا لكن هناك شيئ ما أوشخص ما يقف خلف جسد الطفلوكأنه ساحر يتحكم به ثم حدث شيئ بشع, بشع للغاية، شيئ مخيف جعل الرعب يتملك قلبي، لقد رآيت هذا الكيان أوالشيئ الذى يقف خلف جسد الطفل المعلق يخرج لسانه الذى يشبه لسان الثعابين السام وأخترق به جمجمة الطفل ببشاعة ويخرج لسانه من فم الطفل المسكين، وسالت الدماء على جسد الطفل الصغير فهتفت فى ذهول غير مصدق ما أراه:
" ما هذا؟ ما الذى يحدث؟ "
ملك الرعب قلبى وخرجت مسرعا من الغرفة لأغادر هذا الطابق اللعين لكني توقفت فجأة عندما سمعت صوت باب أحدى الغرف يفتح بصوت أزير مخيف كأن أحدا ما يفتح الباب بهدوء يجمد الدماء في عروقك فأستدرت ببطئ لأجده باب الغرفة التى فى نهاية الممر,
وعلى ضوء مصباحى رآيت أبشع وجه يمكن أن تراه فى حياتك, وجه شخص ميت وبه شقوق بشكل مرعب, عيون بيضاء دون حدقة أو قرنية وقرنان صغيران فى مقدمة الرأس, وظهرت يده التي تمسك بالباب فكان مشهد رؤيتها أبشع بكثير فهي يد ذات جلد يشبه جلد الفيل أو الخرتيت ولها ثلاثة صوابع فقط تنتهي بحوافر كبيرة مثل الحيوانات.
كاد قلبى أن يتوقف وأنا أرى هذا الوجه يظهر من الظلام فجأة لكنى أستدرت لأركض نحو الباب الحديدى وقبل أن أصل دفعتنى قوة جبارة لأسقط على وجهى ثم بدأت تجذبنى بقوة للداخل، نحو الغرفة الأخيرة في نهاية الممر، لكني تشبثت جيدا بالباب الحديدى وبكل قوتى, مازال هذا الكيان المخيف يجذبنى لداخل الممر فصرخت عاليا لكن لم ولن يسمعنى أحدا في هذا المكان وفي هذا التوقيت بالذات، لقد حذرنى رئيسى من الأقتراب من هذا المكان الملعون ولم أستمع أليه وها أنا أدفع الثمن,
لكن الغريزة الموجودة داخل أى كائن حى تجعله يدافع عن حياته بأستمامتة، غريزة البقاء، مما جعلنى أدفع نفسى بكل ما أتيت من قوة حتى خرجت بجسدى خارج الممر وقمت مسرعا لأغلق الباب الحديدي بقوة, وما ذاد من خوفى أكثر أننى وفي تلك اللحظة لم أرى الملصقات التى تحمل صور الأطفال على الجدران، كانت هناك فقط ورقة واحدة وعليها صورتى وكتب فوقها
"مفقود "
فى تلك اللحظة لزت بالفرار من هذا الطابق اللعين لكني لم أترك عملي هذا ولم أتحدث مع أحدا فيما حدث تلك الليلة ومنذ ذلك الحين وكل ليلة أسمع صراخ طفل ما يأتي من الطابق الأخير.

                                  تمت بحمد الله

أذا أعجبتك القصة أخبرنا برآيك عنها عبر ترك تعليق بالأسفل

وأنضم لألآف القراء علي صفحتنا :


مع تحياتي
الكاتب : إسماعيل محمد

كلمات دليلية: قصص رعب- قصص مرعبة – قصص مخيفة – روايات رعب – قصص مستذئبين – قصص مصاصين دماء – قصص رعب حقيقية – قصص جان وشياطين – قصص رعب مخيفة – قصص وحوش.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"قصص رعب" سجين الجحيم - بيت الرعب والفانتازيا

"قصص مرعبة" الشر - بيت الرعب والفانتازيا

"قصص رعب مخيفة" العشاء الأخير - بيت الرعب والفانتازيا