"قصص خيالية" رحلة مع حورية البحر - بيت الرعب والفانتازيا

رحلة مع حورية البحر
    


ضربت أمواج البحر الصخور الكبيرة في أحدي الشواطئ العربية وتطايرت معها قطرات المياه التي لمعت تحت أشعة الشمس فبدت كنجوم مضيئة في الليل ،وكان المكان شبه خاليا نظرا لبرودة الجو في هذا الوقت من العام عدي "شابا" أخذ يسير في بطئ وهو يرتدي أثقل الثياب لتقيه من البرد القارس.كان عمره لا يتعدي العشرون عاما متوسط القامه أبيض البشرة ظهرت علي وجه ملامحه العربية تتوسطها عينان خضر ذادت من وسامته،ثم وقف ينظر للمياه الصافية التي تعكس لون السماء الأزرق وتجلت نظراته بعيدا وكأنما يفكر في شيئا ما.
وفجأة ظهرت رأس بشرية من المياه ونظرت أليه بأبتسامة كبيرة فأستغرب الشاب الأمر وهو يعقد حاجبيه أنها "فتاه"رائعة الجمال ولاكن كيف تسبح"فتاه" مثلها في هذا الجو القارس؟ وكيف تتحمل برودة المياه؟ كانت تسبح أمامه ذهابا وأيابا وعيناها معلقة به ثم أقتربت منه فجأة قائلة:
-         مرحبا.
أجابها الشاب في خجل:
-         مرحبا بك.
ثم خرج السؤال بغته من فمه نظرا لغرابة الموقف:
-         كيف تسبحين هكذا في هذا الجو المميت؟
أبتسمت الفتاه قائلة :
-         وما الغريب في هذا؟ لقد تعودت منذ صغري علي هذه المياه فهذا عالمي.
ردد الشاب متعجبا:
-         عالمك؟
-         نعم لقد ولدت هنا وأعيش هنا.
وقبل أن تعصف الأفكار برأسه أنحنت الفتاه بشكل دائري فغاصت في المياه وظهر نصف جسدها السفلي فتراجع الشاب في خوف قائلا:
-         يا ألهي.
فكان نصف جسدها عبارة عن ذيل سمكة كبير يتحرك بأنسيابية ناعمة في المياه فقال الشاب متعجبا:
-         ما هذا؟ حورية البحر؟
-         ثم أخذ يضحك قائلا:
-         لقد كانت جدتي رحمها الله تحكي لي عنكي أجمل الحكايات.
أبتسمت الحورية وهي تنظر له فسألها عن أسمها قائلا:
-         أنا أسمي "آدم" فهل لديك أسم خاص؟
أجابته بصوت ناعم يشبه صوت عصفور الكناري وهو يغرد:
-         سوف أخبرك ولاكن ليس الأن.
كانت رائعة الجمال بحق فلها بياض الثلج وعينان زرقاوتان وينسدل شعرها الأصفر علي كتفيها فذاد من جمالها ثم سألته:
-         هل تحب أن تري عالمي؟
راقت الفكرة للشاب ولكنها كانت شبه مستحيلة في هذا الوقت نظرا لبرودة المياه ولكن حورية البحر أحست بتردده فقالت مبتسمة:لا تقلق سأجعلك لاتشعر بشيئ وكأنك كائن بحري.
أستغرب"آدم" كلامها وبدء عقله يردد عدة أسئلة
كيف ستفعل ذلك؟ هل هي ساحرة أيضا؟
ولكنها أقتربت منه ووضعت يدها علي وجهه فأحس الفتي ببرودة تسري في جسده ثم قالت له في أهتمام
-         هل أنت جاهز الأن؟
وقبل أن ينطق "آدم" حرفا جذبته للمياه الصافية فأغلق الشاب عينيه وكتم أنفاسه وغاص في العالم الآخر ولدقائق سبح جسده داخل المياه فمدت يدها وفتحت عيناه برفق وأشارت له بيدها فترك أنفاسه تنساب بداخله بهدوء وقد ملئت الدهشة عقله وهو يتسائل بداخله"ما هذا السحر العجيب؟"ولكنه لم يترك عقله للتفكير وسبح مع حورية البحر الجميلة ليبدء رحلته في عالم البحار فكان يشبه أحدي الكائنات البحرية،وبدت المياه من الداخل أجمل وأروع بكثير من الخارج فتنساب بينها أشعة الشمس الذهبية لتتلألأ معها قناديل البحر فتلمع كالماس النقي ولم تكن روعة المياه مقتصرة فقط علي الرمال البيضاء في القاع بل الأجمل في في تلك الرومانسية  التي تتمثل في أنسيابية النباتات، في حين سبحت الأسماك الصغيرة في أسراب تتحرك في نعومة رائعة وتلونت الشعاب المرجانية بألوانها المختلفة هنا وهناك فذينت قاع البحر فأصبح كلوحة فنية رسمها أمهر رسامين العالم لتدل علي أبداع "الخالق" عز وجل.
وملئت الدهشة "آدم"فكلما غاص بجسده في الأعماق أكثر رآي كائنات عجيبة لم تراها عيناه من قبل فها هي سمكة متوسطة الحجم تلون جلدها بالأصفر الكناري أرتسم عليه خطوط متعرجة بينها نقاط سوداء دائرية في حين كان رأسها مدبب الشكل وتحركت في بطئ وأستقرت علي رمال البحر وفجأة أختفت السمكة عندما أنقض عليها أخطبوط كبير خرج من الرمال وقد كان لونه كلون الرمال مما جعله غير مرئي للأعين،وأبتسم "آدم" لقانون البحار الذي لم يختلف كثيرا عن قانون الغابة. ولنصف ساعة سبح الشاب مع حورية البحر التي كان ذيلها الكبير يتحرك يمينا ويسارا في أنسيابية مع المياه ثم جلسا الأثنان فوق صخرة كبيرة تحتل مساحة واسعة في قلب القاع السحيق وفجأة أحس الأثنان بالصخرة تتحرك تحتهم وظهرت عينان كبيرة مخيفة لونها أحمر ناري فتحرك الأثنان وأنطلقا سريعا مبتعدين عن هذا الشيئ الضخم الذي تحرك من مكانه فلم يكن سوي "حوت" كبير يقبع في الرمال. وضحك الشاب مع حورية البحر التي قالت له:
-         أسمي "يورنادا".
فردد الشاب قائلا:
-         يورنادا؟
أجابته بأبتسامة كبيرة :
-         نعم وتعني اميرة البحر.
هز الفتي رأسه وقد راق له الأسم ثم قالت له سأوريك شيئا رائعا ثم أمسكت يده منطلقه عاليا نحو منطقة بين نباتات عالية في المياه تشبه الأشجار في الغابات وعندما نظر"آدم"رآي أسماك"حصان البحر" ذات اللون البرتقالي تمشي مجموعات في خط مستقيم وتحرك رأسها للأمام والخلف بأسلوب روتيني تعودت عليه وكانها تقدم عرضا في"السيرك".
ثم فجأة خرج – ثعبان البحر – الذي طوله حوالي المتر ونصف المتر من بين النباتات الطويلة محاولا الأنقضاض علي"آدم" ولاكن"يورنادا" كانت أسرع فضربته بذيلها الكبير فأطاحت به لأمتار طويلة فهرب الكائن البحري ناجيا بحياته وهنا تنهد الشاب قائلا:
-         حمدا لله كنت سأصير عشاءا لهذا الكائن.
ضحك الأثنان وغاصا معا للقاع فرآي الشاب سمكة صغيرة الحجم دائرية الرأس تغطي أشواك رفيعة ظهرها بالكامل وعندما مرا الأثنان بجوارها أنتفخت السمكة فجأة حتي أصبحت كالكرة الهوائية وبرزت الأشواك منها كأسياخ حادة تهلك من يقترب منها فهذه طريقتها في الدفاع عن نفسها،وأثناء هذه الرحلة رآي"آدم"كثيرا من عجائب هذا العالم ثم جذبت"يورنادا" الشاب من ذراعه صاعدة بعه لسطح البحر فأخرج رأسه ليري"درافيل" البحر تقفز عاليا في الهواء وتلتف ساقطة بوجهها في المياه بسرعة رهيبة وتغوص في المياه مطلقة أصواتها المميزة وكأنها تحدث بعضها.
أكمل الرفيقان رحلتهما الذي سألها قائلا:
-         والأن أخبريني يا"يورنادا" كيف صعدتي للسطح هكذا رغم خطورته عليكي؟
أجابته في أهتمام وأبتسامة كبيرة :
-   في عالم الحوريات تستطيع من بلغت العشرون عاما أن تطفو علي سطح البحر مرة واحدة كل شهر ولا يتم السماح لها بغير ذلك فهذا قانون حوريات البحر والكل يسير عليه.
رفع"آدم" حاجبيه في أعجاب بالغ، - القوانين - هي ما يحكم العالم فمن دونها تسود الفوضي والخراب في جميع العوالم" البر – البحر – الجو". ومن بعيد لاحت صخور كبيرة تشبه الجبال ومن بينها تخرج فقاعات مياه كثيرة جدا فقالت"يورنادا"
-         أستعد أيها البطل فسوف ندخل "المعبر".
وقبل أن يسأل الفتي عن هذا "المعبر"جذبته الحورية الجميلة الي الداخل. وكان "المعبر" عبارة عن تيار هوائي قوي في المياه بين كتلتي من الصخور الضخمة العالية التي تشبه الجبال ويندفع هذا التيار لمسافة تزيد عن الخمسين مترا وبعرض يفوق المائة متر بين الصخور ويربت نصف قاع البحر الأول بالنصف الثاني. وأحس الشاب بالمياه تصطدم بوجهه بعنف علي غير المعتاد فقد كان يسيران عكس التيار ولاكنها لم يكونا لوحدهما داخل هذا المكان فقد كان هناك سرب هائل من سلاحف البحر التي تسير في مجموعات عبارة عن عائلات كثيرة تسير صغارها بجوارها فترقص وتلعب مع فقاعات المياه الناتجة عن التيار الهوائي
وكان الجميع يندفعون بسرعة رهيبة من خلال "المعبر"
حتي خرجوا منه فأخذوا يسيرون بصورة طبيعية. ونظر"آدم" حوله فرآي مفترق لطريقان يمينا ويسارا وذهب السرب الكبير ناحية اليسارالي أن أختفي وهنا قالت حورية البحر:
-         هيا يا "آدم" لقد وصلنا تقريبا.
ثم أندفعت ناحية اليمين فلحقها الشاب سريعا وبعد دقائق قصيرة ظهر كهفا كبيرا وسط الرمال ولاكن قبل أن يتحركا لدخوله ضرب شيئا قويا حورية البحر فرفعها عاليا لمسافة كبيرة ثم ألتفت هذا الشيئ"لآدم" أستعدادا لمهاجمته فكان عبارة عن سمكة قرش كبيرة ذات أنف مدبب طويل فهي تعرف بأسم سمكة"أبو سيف". ووقف الفتي في مواجهتها وهو يعلم أنها مواجهة صعبة فهو في ملعب هذا الوحش والمقارنة بينهما مستحيلة ولاكن "آدم" كان يتمتع بذكاءا يحسد عليه ففكر في المراوغة ولاكن خصمه كان أسرع منه فلم يجد غير ان يصنع غبارا من رمال البحر بقدميه في سرعة كبيرة مما جعل سمكة القرش لاتري شيئا من الرمال المتصاعدة أمامها وبدي المكان أشبه بحلبة المصارعة الرومانية القديمة.
وعندما هدئت الرمال لم تجد السمكة المفترسة فريستها أمامها كأنها تلاشت مثل الأشباح وفجأة هوت صخرة كبيرة علي رأس السمكة الوحش فتألمت وضعفت رؤيتها مما ذاد من غضبها وحاولت الهجوم علي"آدم" ولاكنها حصلت علي الضربة الثانية من حورية البحر بذيلها القوي فترامت من ضعفها ومن قوة الضربة لأمتار بعيدة وهنا صاحت"يورنادا"
قائلة في خوف:
-         هيا يا"آدم" الي الكهف بسرعة.
وغاصا الأثنان داخل الكهف الذي بدي أوله مظلما ولاكن عندما سبحا داخله رآي الفتي شعابا مرجانية فسفورية تشع ضوءا فسفوريا رائعة ينير الكهف المائي فكان مشهدا غاية في الروعة والجمال.وكأن الكهف يشبه ممرا تعبر من خلاله السيارات فهو يمتد لثلاثين مترا بشكل متعرج مثل ممرات السباق الرملية ، وعندما خرج"آدم" منه أتسعت عيناه من الدهشة العارمة التي أكتنفته فأمامه مباشرة كان هناك عالم آخر- عالم حوريات البحر - عشرات الحوريات الرائعة الجمال لكل واحدة منهن جمال عجيب أبدعه الخالق. وتختلف كل واحدة عن الأخري نسبيا فتري ذات العينان الخضر والشعر الأزرق وصاحبة العيون العسلية والشعر الأبيض.
كأنك تري عرضا مسرحيا للأطفال، عالم آخر يختلف كثيرا عن عالمنا فهو عبارة عن حديقة كبيرة زينتها نباتات وشعاب جميلة ذرعتها حوريا البحر لتجمل عالمهم الصغير.
وفي منتصف الحديقة صرح كبير يشبه قصور الملوك والأمراء غلفت جدرانه بأصداف البحر والشعاب الفسفورية فأعطته منظرا خلابا وأمامه مباشرة كانت بوابة مصنوعة من الصخور كتب في أعلاها"مملكة حوريات البحر". وأذا نظرت في الداخل وجدت ممرا طويلا تراصت علي جانبيه غرف صغيرة لكل واحدة منها نافذة من "المحار"يغلق ويفتح في أنسيابية كبيرة وفي منتصف الغرفة سرير كبير للنوم ما هو ألا عبارة عن مجموعة من "قناديل البحر" الشفافة تراصت بجوار بعضها في تنيسق عجيب وكأنها تطيع سيدتها الجميلة. في حين اعتلت ثلاثة منها فوق الآخرون صانعين وسادة ناعمة.
وتجد في نهاية الممر قاعة دائرية واسعة في مقدمتها عرش كبير مصنوع من الصدف ومرصع بالؤلؤ والأحجار الكريمة وهذا العرش خاص بملكة الحوريات التي ترتدي تاج لايختلف كثيرا عن عرشها وهي الحاكم في هذا العالم الصغير،فالكل يطيعونها طاعة عمياء فهي الأمر الناهي لهم.
وما أن شاهدت الحوريات أختهم العائدة ومعها أنسان بشري حتي أندفعوا عليهما وهم يضحكون غير مصدقين أعينهم التي تعودت علي رؤية البحارة والمسافرين الغارقين في القاع السحيق بدون حياة أو نشاط. وأخذت الحوريات تتفحص"آدم" الذي ضحك قائلا:
-          مهلا أيتها الجميلات سوف تقتلونني.
قالت أحداهن في دلال:
-         أنك أول بشري"حي" يدخل عالمنا فقد تعودنا أن نري الموات الغارقين فقط.
وفجأة أبتعدت الحوريات عن الشاب الذي أستغرب فعلهن ولاكنه فهم المر عندما رآي – الملكة – تقف أمامه في شموخ مهيب وعلي رأسها التاج الملكي الذي تلمع به المجوهرات كأنه "منارة" كبيرة تستنير بها السفن في الظلام.
وكانت الملكة مميزة بعض الشيئ فعل ذيلها وضعت بعض الشعاب الفسفورية علي شكل حورية صغيرة فذاد هذا من جمالها ثم قالت بأبتسامة كبيرة وصوت الكناري الرائع:
-         لقد كنت أظن أن هذا اليوم لن يأتي ولاكنه حدث أخيرا... مرحبا بك في عالمنا.
أجابها الشاب في هدوء:
-         شكرا لكي.
أكملت الملكة كلامها قائلة:
-         سوف نقيم أحتفالا كبيرا لك اليوم.
أبتسم"آدم" لقولها وبعد وقت قصير كان المكان قد ذاد جمالا فقد زينت الحوريات القصر الكبير بحبات اللؤلؤ اللامعة وصنعوا ما يشبه مسرحا كبيرا من الصخور الملونة والنباتات ثم بدء الأحتفال فبدئت الحوريات في الرقص علي أنغام صوتها الساحر ثم قفزت الملكة بينهم وهي تشاركهم فرحتهم فصاحت البقية بصوتها الناعم تحية لها، ونظرت حوريات البحر لبعضهن كأشارة لشيئ سيفعلونه وعلي الفور أنحنت أحدي الحوريات وصنعت حرف" الأس " الأنجليزية
ووقفت أخري تحتها بشكل مستقيم وبجوارهما جلست واحدة بزاوية مستقيمة وأنحنت أخري صانعة من جسدها شكل الدائرة اما الحورية الأخيرة فأمسكت بيدها تاركة جسدها وذيلها ينسابان بشكل مائل.
وهنا أتسعت عيني"آدم" وفتح فمه عن آخره غير مصدق ما يري فأمامه مباشرة كانت الحوريات صانعة شكلا مميزا بأجسادهن... كان أسمه هو .... أدم
أخذ الشاب يصفق في حرارة وهو يضحك قائلا:
-         يالا الروعة. أنه شيئ رائع بحق.
وبعد أن انتهي الأحتفال ودعت حوريات البحر الزائر البشري
الذي أصطحبته"يورنادا" عائدة به لعالمه الأصلي. وعند وصولهما "للمعبر" قالت حورية البحر مبتسمة:
-         ستكون عودتنا في "المعبر" سهلة بأذن الله فلن نسير عكس التيار.
وفجأة ظهرت أمامهما سمكة"أبو سيف" التي صارعاها من قبل ووقفت أمام "المعبر" وهي تنظر لهما في غضب وكأنها تبعث رسالة لهما مفادها"سوف تكونا عشائي الليلة".
وهنا كشرت"يورنادا" عن أنيابها وعقد الشاب حاجبيه في غضب وبدي كأنها اللحظة الحاسمة للأنقضاض وفي تلك اللحظة أطلقت حورية البحر صوتا مميزا فألتف"آدم" لذلك الصوت فهو يعرفه جيدا ... لقد سمعه أثناء رحلته لهذا المكان. أنه صوت"درافيل البحر"، لقد أصدرت"يورنادا" رسالو نداء لهم فمن المعروف أن أسماك القرش بكامل قوتها لا تخشي شيئا في عالمها ألا"الدرافيل" فهي تهرب منها. وبالفعل لاحت ل"آدم" من بعيد كائنات تأتي مسرعة من داخل"المعبر" وهي تصدر أصواتا مميزة.
وما هي ألا لحظات وانطلقت أسراب من درافيل البحر وهي تعبر "المعبر"وقد أتت من جميع أقطار البحار كانها جيش كبير يتحرك بكامل قوته لتلبية النداء، وألتفت حول سمكة القرش فتضرب فيها بأنفها وتجرحها بأسنانها مثل مجموعة من الأسود تلتهم فريسة قامت بصيدها فلم تجد سمكة القرش سبيلا للخلاص من هذا سوي الهرب بعيدا, وفي مشهد مهيب ألتفت الدرافيل حول "آدم" وحورية البحر وعبروا معهما الي الجانب الآخر كأنهم فرقة حراسة خاصة.ولم يمنع الفتي دموع الفرح والسعادة وهي تختلط بالماء حواليه ألي أن عبر الجميع في سلام، ومرت أحداث هذه الرحلة أمام عينيه وهو ييسبح بجوار حورية البحر مثل فيلم سينمائي.وأختلطت أحساسيس الفرحة بالدهشة في داخله وهي تتصارع مع بعضها في حين وقف"العقل" موقف المتفرج.في الوقت الذي لم يحاول"آدم" فيه أن يمنع سؤالا يعصف به للخروج من حلقه فقال بغتة:
-         هل يمكن أن أعيش هنا؟
أبتسمت"يورنادا غير متعجبة من سؤاله بعد الذي رآه فأجابته في هدوء:
-   لقد خلق الله تعالي جميع خلقه كلا منهم له صفاته وخصائصه وعالمه الخاص. ولاكن من رحمته أن ربط جميع العوالم ببعضها في تناسق عجيب بطريقة أو بأخري.
كان الجواب كافيا ومقنعا جعل الشاب يتمتم في هدوء رزين:
-         سبحان الله.
وعندما وصلا للشاطئ سألها "آدم" :
-         هل سأراك ثانية؟
فأجابته ضاحكة بصوت ناعم:
-         لا تقلق سوف أظهر ثانية بأذن الله... وداعا أيها البطل .
ثم دفعته بقوة هائلة فطار من قلب المياه الي الهواء كصاروخ أطلق من قاعدة عسكرية وهوي ساقطا علي الرمال وأخذ ينظر للسماء وهو مستلقيا علي ظهره وأحس بالبرودة السحرية تختفي من جسده وأبتسم وهو لايصدق ما حدث فلن ينسي هذا اليوم أبدا.
وبعد حوالي الساعة دخل"آدم" منزله فرآته والدته فسألته متعجبة:
-         ما هذه المياه التي تملئ جسدك وملابسك؟ أين كنت ؟
أبتسم البطل قائلا:
-         لقد كنت في رحلة يا أمي ... رحلة مع حورية البحر.      

                                تمت بحمد الله

أنضم لألآف القراء وأستمتع بقراءة قصص رعب وخيال علمي حصريا علي صفحتنا:


أذا أعجبتك القصة أخبرنا برآيك عنها عبر ترك تعليق بالأسفل

 الكاتب : إسماعيل محمد

قصص خيالية – قصص خيال علمي – روايات خيالية – قصص عالم البحار – قصص في الفضاء – قصص فانتازيا – روايات الفانتازيا – قصص فانتازية.


               


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"قصص رعب" سجين الجحيم - بيت الرعب والفانتازيا

"قصص مرعبة" الشر - بيت الرعب والفانتازيا

"قصص رعب مخيفة" العشاء الأخير - بيت الرعب والفانتازيا