"قصص مرعبة" الشر - بيت الرعب والفانتازيا

                   " الشر "

وقف"حسن"بسيارته ينظر لهذا الكائن المخيف أمامه,وتركزت عيناه علي تلك الأنياب البشعه التي يتساقط منها الشدق مختلطا بالدماء.لقد صار وحيدا الأن في مواجهة ذلك الشر الرهيب.وللحظات قليله عادت به ذاكرته للوراء ليتذكر بداية تلك الأحداث البشعه التي جائت به هنا فى ذلك المكان،
 فى قلب الجحيم.

                                         *********
أنتهى"حسن"من تجهيز حقائبه وأستعد للرحيل بعد ثلاث سنوات قضاها فى العمل كطباخ فى أحدى المطاعم السياحيه فى الولايات المتحدة الأمريكية بصحبة صديقيه الحميمان"يوسف"و"إسماعيل"وفى ذلك اليوم أصر"بيتر جاك"صاحب المطعم وصديقهم المقرب إصطحابهم للمطار بسيارته الأمريكية الصنع ثم فاجئهم"بيتر"بقوله
-         إن طائرتكم ستقلع فى السابعة مساءا أى أن لديكم قرابة ساعه ونصف على الميعاد المحدد لذلك سوف أصطحبكم من طريق أخر لأريكم جمال المراعى الخضراء لدينا.
ولم يعترض حسن أو رفيقيه لوجود متسع من الوقت لديهم وصار الأربعة بالسيارة التى إبتعدت بهم عن الطريق الرئيسى نحو طريق جانبى يمر بأراضى زراعية ريفية كان لمشهدها أثرا بالغا فى نفوسهم.وبعد قرابة النصف ساعة توقف محرك السيارة فجأة فهبط "بيتر"منها ليري ما أصاب السيارة وبعد عدة محاولات غير مجدية زفر الشاب الأمريكي وهو يتمتم بقوة
" لا فائدة "
تسائل"حسن"في قلق
-         ماذا هناك؟
-         يبدوا أن هذا المحرك اللعين قد توقف عن العمل لسبب ما.
وبينما نظر الشابان لبعضهما في قلق نظر"بيتر"نحو السماء ليرى قرص الشمس الأحمر قد إستعد لمغادرة نصف الكرة الغربي فتمتم قائلا:
-         لابد أن يعمل هذا المحرك اللعين قبل أن يحل الظلام علينا.
هنا هتف"إسماعيل"وهو يشير إلى شئ ما
"أنظروا"
نظر الجميع ليروا أضواء قرية صغيرة تبعد حوالي مائتى متر عن الطريق الرئيسى فقال الشاب الأمريكي سريعا:
-         لنذهب إلى هذه القرية لعلنا نجد هناك من يساعدنا فى تصليح المحرك
تحرك الثلاثة فى حين ظل"إسماعيل"بجوار السيارة لحين عودتهم.
صاروا وسط الحشائش الخضراء الممتدة الي ما لا نهاية حتي دخلوا تلك القرية الصغيرة في ولاية "نيو جيرسي"الأمريكية.كانت المنازل مكونة من طابق واحد وتأخذ شكل الهرم بينما تصطف بجوار بعضها بينما أسفلها تمتد المتاجر التي تبيع السلع من جميع الأنواع.
دخل الثلاثة لأقرب متجر أمامهم فكان ماركت لبيع الخضروات والفاكهة،وتسائل"بيتر" في أهتمام:
-         مرحبا لقد تعطلت سيارتنا علي الطريق الرئيسي فهل نجد هنا من يساعدنا في أصلاحها؟
نظر البائع لهم بغموض ثم أجابه قائلا:
-         ربما تجد في الحانة المجاورة ما تبحث عنه.
شكره"بيتر"وخرج الثلاثة من المكان متجهين نحو الحانة بينما عيون البائع لم تفارقهم أبدا وعلي وجهه شبح أبتسامة ما
أبتسامة مخيف.
                                         **********
كانت عقارب الساعة تشير الي السادسة ألا عشر دقائق عندما دخل الثلاثة الي الحانة الصغيرة،ولم يكن يتبقي علي حلول الظلام ألا هذه الدقائق العشرة. ونظر"بيتر"ورفاقه الي المكان الذي لم يتواجد فيه الكثير ثم تركزت عيناه علي النادل الذي يقف خلف طاولة خشبية تأخذ عرضا كبيرا أمامهم فأتجه أليه وأبتسم وهو يتسائل قائلا
-         مرحبا لقد تع....
لكن"حسن"ورفقائه فوجئوا بالنادل يقاطعهم مكملا
-         لقد تعطلت سيارتكم وتريدون من يصلحها لكم ..... أليس كذلك؟
أندهش الثلاثة من قوله وسأله"حسن" بأستغراب كبير:
-         كيف علمت بهذا؟
أجابه الرجل بصوت هادئ عميق يأتي من بئر سحيق جدا
-         يبدوا أن حواسي تعمل جيدا الأن.
ولم يفهم"بيتر"قول الرجل لكنه أبتسم علي أية حال.هنا سمع الثلاثة صوتا آخر يأتي من آخر الحانة قائلا
-         ربما لو أنتظرتم خمسة دقائق أخري فستجدونه.
نظر الثلاثة لمصدر الصوت ليروا رجلا أسود البشرة ضخم الجسد عريض المنكبين ذو وجه مستطيل وأنف معقوف يجلس علي طاولة صغيرة في أحد الأركان بعيدا عن ضوء المصباح الكبير المعلق في منتصف سقف الحانة مما جعل منظره مخيفا للغرباء،وعلي الرغم من رتابة صوته ألا أنه كان غليظا حيث بث القلق والخوف في نفس"بيتر" الذي تسائل بهدوء:
-         وماذا سنجد بعد خمس دقائق؟
تبادل الرجل الضخم نظرات السخرية مع النادل ثم أجاب بصوت فحيح الأفاعي
-         الخلاص
في تلك اللحظة كان قرص الشمس الأحمر قد أختفي آخر جزء منه ليحل الظلام ويبدأ الشر عمله، ففي تلك اللحظة لمعت عيني الرجل الضخم وكذلك النادل وبدء جسدهما ينتفض مع بقية الحاضرين وسط ذهول"حسن"وأصدقائه،وأمام أعينهم مباشرة بدئت أجساد الرجال تأخذ شكلا آخر فتمدد طولها ليفوق المتران وخرج شعر أسود كثيف يخرج من جميع أنحاء الجسد بينما سقطت بقية أجزاء الملابس أرضا والتي تقطعت علي أجسادهم.في حين تمدد الوجه وخاصة الفم للأمام بنحو عشرين سنتيمترا وذاد حجم الشفاه لتصبح غليظة والتي خرجت منها أنياب طويلة بشعة بينما حلت
المخالب محل الأيادي والحوافر البشعة مكان الأقدام.لقد بدء الجحيم بالفعل
الجحيم في أبشع صوره
                                          **********
" مستذئبين؟ !!! "
نطقها"بيتر" في ذهول ورعب من ذلك المشهد المخيف أمامه فلأول مرة طيلة حياته يري ما يراه في شاشات السينما علي أرض الواقع،وأتسعت عيني"حسن"
مما تراه أمامها فقد تحول هؤلاء البشر فجأة الي وحوش تشبه الذئاب في ثواني معدودة ولم يصدق بالمرة ما تراه عيناه.هنا بدئت الذئاب البشرية الأصل في التحرك اولا فقفز أكبرهم حجما- الرجل الأسود الضخم- الذي تحدث معهم منذ قليل
نحو "يوسف" صديق "حسن" لينتزعه من مكانه ويطير به في الهواء وسط صرخات الشاب المسكين ضاربا به الجدار المقابل له قبل أن يسقط الأثنان أرضا ثم غرس أنيابه في عنقه منتزعا نصفه من مكانه لتنفجر الدماء من عنق"يوسف"
الذي بدء جسده ينتفض أمامهم وسط بركة من الدماء.
هنا زمجر المذئوبين الآخربين وعيونهم تلمع ببريق مخيف فهتف"حسن" سريعا:
-         الي الخارج يا"بيتر" ... الأن.
ولم ينتظر الشاب الأمريكي المذعور ليسمع بقية الجملة فركض بسرعة البرق الي خارج الحانة وتبعه"حسن"سريعا وهو غير مصدق ماتراه عيناه وعندما أصبحوا بالخارج اتسعت عيونهما أكثر فأمامهما كان أهل القرية قد تحولوا لذئاب متوحشة.
فبعضهم كان يسير في الطرقات والآخرون يقفون فوق أسطح المنازل ومنهم من يبحث عن طعام له في صندوق القمامة،مما جعل"بيتر"يصرخ في رعب
-         ما هذا الجحيم؟
نعم يا"بيتر" انه الجحيم بالفعل 
وقد بدأ الأن
                                          **********
بدأ "اسماعيل" يشعر بالملل والقلق معا أثناء جلوسه بالسيارة في أنتظار عودة أصدقائه وكان يختلس النظر بين الحين والآخر الي ساعته،أنها السادسة والربع مساءا ولم يتبقي علي ميعاد الطائرة ألا خمسة وأربعون دقيقة فقط.
ذاد شعور الخوف بداخله خشية أن تغادر الطائرة بدونهم.زفر بقوة في ضيق واضح وأخرج هاتفه ليقوم بالأتصال برفقائه لكنه لم يكن يعلم أنهم الأن وفي تلك اللحظة يواجهون مخلوقات بشعة مخيفة،كائنات لاتطيق النظر أليها،كائنات تستطيع ألتهام أحشائك في ثواني معدودة.
أنهم " المستذئبين "
                                         **********
ركض"حسن"سريعا وخلفه"بيتر"في واحدة من الطرق الجانبية داخل القرية وأختلس الول نظرة سريعة للخلف ليري قطيع من المذئوبين يركض سريعا خلفهم وهم يزمجرون في وحشية تبث الرعب في قلوب أشجع الرجال.منهم من يركض علي الطريق ومنهم من يركض علي جدران المنازل متشبثا بمخالبه وحوافره.
وأثناء ركضه لمح"حسن"باب أحدي المنازل مفتوحا فأتجه نحوه وتبعه"بيتر"
سريعا والذي أغلق الباب الحديدي بكل قوته ثم لحق بصديقه المصري علي سلالم المنزل بينما في الأسفل ظلت الذئاب البشرية تضرب الباب بقوة وهي تزجر في غضب كبير،فقد أشتاقت للحم الطازج والدماء الدافئة.
وفي الطابق الثاني من المنزل وقف الأثنان يلهثان بقوة بينما تعالت دقات قلوبهما عاليا وما أن هدئا قليلا حتي قال"حسن" سريعا
-         ما هذا يا بيتر؟ لقد تحول أهل القرية الي وحوش بشعة،هل هذا سحر ام ماذا؟
أجابه الشاب الأمريكي بخوف كبير
-         لا .... لا أعلم .... لا أعلم ياحسن لا أعلم.
صرخ"حسن"في غضب وخوف يختلطان بالتوتر
-         "بيتر" لقد مات صديقي، لقد قتلته تلك المخلوقات البشعة،يجب ان نخرج من هنا سريعا قبل أن نصبح وجبة العشاء لهذه الذئاب ..... هل تفهم يا "بيتر"؟
هز الشاب المذعور رأسه قائلا
" نع .... نعم يا حسن يجب أن نهرب من هنا"
فجأة أتسعت عيني"بيتر"بينما أنعقد حاجبا"حسن"وهما يسمعان زئير باب أحدي
وهو يفتح ببطئ – خلف ظهر"حسن"– فأستدار الأخير ببطئ ليري أحد المذئوبين يخرج من الغرفة في نهاية الطابق الذي يقفان فيه والشدق يتساقط من بين أنيابه
بينما عيناه تلمع مع ضوء القمر الفضي.هنا تجمد جسد"بيتر" من الرعب واتسعت عيناه من الفزع بينما تركزت عيني"حسن"علي المستذئب
وأنتظر اللحظة الأخيرة 
وقد جائت بالفعل
ففجأة زمجر المذئوب وركض ليقفز في الهواء نحوهما لكن قبل أن يصل أليهما دفع"حسن"صديقه نحو الجدار ثم قفز متعلقا بحافة السلم الخشبي للمنزل.ومر جسد المذئوب بينهما في الهواء وهو يلوح بمخالبه ويزمجر في قوة وغضب،لكنه لم يمر بسلام آمن فقد ضربت مخالبه ذراع"حسن"الأيمن وصرخ الأخير والدماء تسيل من ذراعه وشعر بألآم مبرحة لكنه مازال متعلقا بالحافة الخشبية بينما جسده يتدلي الي الأسفل،هنا صرخ"بيتر"خوفاوركض نحو الغرفة ليدخل ويغلق بابها سريعا وتراجع في هلع وعيناه تتعلق بباب الغرفة.
وفي تلك اللحظة لم يجد"حسن"مفرا من هذا فترك جسده يسقط علي الأرضية الخشبية للطابق السفلي من المنزل وأصطدم جسده بالأرض في قوة وصاح وهو يشعر بألآم مبرحة، هنا أتجه المذئوب نحو الغرفة التي يختبئ بها"بيتر"وأقترب من باب الغرفة ومخالبه تنهش الأرض بقسوة ربما كان أحد ساكني هذا المنزل.وفي الداخل وقف"بيتر"يبحث عن شئ ليدافع به عن حياته بينما تصبب عرقه عن جبينه وتسارعت دقات قلبه ونظرت عيناه يمينا ويسارا ليبحث عن شئ يدافع به عن نفسه لكن هيهات،أنه لم يجد حتي مشرطا صغيرا لفعل ذلك.
وجائت المواجهة فضرب المذئوب باب الغرفة بقوة ودخل يطلق زمجرته المتوحشة ثم تحرك سريعا وضربت مخالبه صدر"بيتر"ليسقط علي أرضية الغرفة وتتناثر منه الدماء لكنه ضرب بجسده أحي اللوحات الفنية الكبيرة المعلقة علي الحائط قبل سقوطه فسقطت بدورها فوقه.وسمع صوت أقدام المئوب تقترب منه
أنها النهاية، نهايته بالتأكيد علي يد هذا الوحش البغيض.
فجأة سمع "بيتر" صوتا يشبه محرك السيارة وتلاه عواء المذئوب،عواء أستغاثة
بعدها أنفجرت الدماء لتغرق المكان،نافورة من الدماء التي تناثرت علي وجه"بيتر"وجسده وأغرقت أرضية الغرفة وجدرانها. وبعد ثواني ظهر أمامه وجه"حسن"ممسكا بمنشار كهربائي قد وجده بالقرب منه أسفل السلم الخشبي عندما أسقط جسده من الطابق الثاني.
" حسن "  
نطقها "بيتر" وهو يشعر بألآم مبرحة وقد فقد الكثير من دمائه لكن الأول أشار أليه بالصمت وهو يحاول أن يوقف نزيف الدماء من جسده لكنه سمع"بيتر"يقول
-         لقد كان جدي علي حق، لقد كان علي حق
عقد"حسن"حاجبيه وهو يسأله
-         علي حق في ماذا يا"بيتر"؟ ماذا تعلم عن هذه الوحوش؟
ورغم ألآمه ألا أن"بيتر" بدأ يروي ما يعرفه، وأتسعت عيني"حسن" كثيرا من هذا
                                          **********
" فشل الأتصال"
ظهرت هذه الكلمة علي شاشة هاتف"اسماعيل" للمرة العاشرة فزفر في حنق وهو يعيد الأتصال بأصدقائه فقد قاربت الساعة علي السابعة وهو موعد أقلاع طائرتهم.نزل من السيارة المعطلة وحاول التحرك بعيدا عنها حتي يسنجح في الأتصال بهم ثم نظر للقمر المنير الذي لون أطراف السحب باللون الفضي الجميل
وجالت عيناه بين الحقول الخضراء الممتدة حتي القرية التي تسطع أضوائها هناك
فجأة سمع زمجرة وحشية تأتي من بين الحقول فعقد حاجبيه وتسلل التوتر الي قلبه،هنا خرج مذئوب من بين الحقول وعيناه تلمع ببريق وحشي فتراجع"اسماعيل"وهو يهتف
 "يا ألهي ما هذا؟"  
لكن المذئوب قد أطلق زمجرة وحشية كبيرة وركض نحو الشاب المسكين الذي حاول الهروب والأختباء داخل السيارة لكنه لم يجد الوقت الكافي لهذ فقد قفز الوحش علي ظهره وغرس أنيابه فيه فصرخ"اسماعيل"وسقط أرضا علي وجه ليعلن سقوط الفريسة بين أنياب ذلك الكائن الرهيب.
                                          **********
" أنها قرية الساحرات "
نطقها"بيتر"وهو يقاوم ألآمه بصعوبه بالغة ثم هدأ ليلتقط أنفاسه وبدء يروي قصته
" لقد حكي لي جدي عن قرية صغيرة تقع في أطراف الولاية كان قد دخلها ذات
أثناء سفره لولاية"لاس فيجاس"وكان وقتها شابا يافعا،وعندما دخلها رآي أهلها قد تجمعوا حول نيران كبيرة في منتصف القرية وعندما سأل علم أن أهل القرية قد أشعلوها لحرق ثلاثة ساحرات كانوا يعيشن فيها ويمارسون السحر الأسود علي أهلها فيفرقون بين الزوج وزوجته أويتسببوا في حوادث قتل بشعة وكل هذا مقابل المال،في بادئ الأمر كانوا اهل القرية يخشون الساحرات الثلاثة لكن بعدما تم أختفاء الكثير من الفتيات الصغار ووجدوا جثتة أحداهن مذبوحة بالقرب من بيت الساحرات في آخر حدود القرية قرروا الأمساك بهن وحرقهن أحياء"
هنا سأله"حسن"
" أحياء؟"
أجابه"بيتر"قائلا بصعوبة بعدما سعل كثيرا
" نعم أحياء " ثم أكمل الشاب الأمريكي قائلا
"ووقف جدي يشاهد الساحرات الثلاثة وهن يحترقن الواحدة تلو الأخري ألا أن الأخيرة قد وقفت صامته غير مبالية بموتها ونظرت لأهل القرية وصرخت فيهم قائلة بأنها سوف تلعنهم جميعا وتلعن نسلهم أيضا ثم رآها جدي وقد نظرت للرجلين اللذان أمسكاها ليلقي بها وسط النيران وبعدها سقط الأثنان مغشيا عليهما
أمام الجميع ثم تحركت الساحرة الشريرة وأسود جسدها ووجهها فجأة وظلت تتمتم بكلمات غير مفهومة وبصوت عال حتي جاء رجل من خلفها ودفعها بقوة لتسقط داخل النيران وقد أسمعت صرخاتها القرية كلها"
نظر"حسن"أليهغير مصدق ما يقوله لولا أنه رآي بعينيه تلك المخلوقات البشعة والتي كانت منذ قليل بشرا يعيشون حياتهم الطبيعية،ثم تمتم بهدوء
-         أذا فقد ألقت الساحرة الشريرة اللعنة علي هذه القرية ومن وقتها يتحول أهلها الي مستذئبين كل ليلة؟! لكن لماذا لم يتحول جدك أيضا مثلهم؟
-         لا أعلم يا"حسن"ربما كانت تقصد من تسببوا في أذاها فقط،وربما كان يتحول بالفعل ولم يشأ أن يخبرنا حتي لا نزعجه بألتقاط الصور التذكارية معه وهو مذئوب.
ورغم هول الموقف الذي هما فيه ألا أن"حسن"لم يستطع أن يمنع ضحكته التي خرجت للتو من قول"بيتر"الذي شاركه أياها.بعدها عاد الأثنان يفكران في خطورة الموقف وكيف يخرجان من هنا؟فقام"حسن"ينظر من النافذة ليري جميع
المستئبين – أهل القرية – قد تجمعوا أسفل المنزل وبعضهم يحاول الدخول بالقوة لكن الباب الحديدي يمنعهم.ثم جالت عيناه يمينا فرآي شاحنة نقل كبيرة تقف علي بعد خمسين مترا تقريبا أي بعد منزلين من ذلك الذي يقف بداخله الأن.
عاد ينظر لصديقه وهو يقول
-         أسمع يا "بي..."
لكنه فزع وتحرك سريعا جاثيا علي ركبتيه وهو يهتف في خوف
-         بيتر ... بيتر
لكن الأخير قد فارق الحياه وعيناه جاحظة بعدما نزف الكثير من الدماء.وشعر
"حسن"بالكثير من الآسي علي فقدان صديقيه فمد يديه ليغلق بها عيني"بيتر" ثم قام وعلي وجهه كل غضب الدنيا وأتجه للنافذة مرة أخري ليلقي نظرة متفحصة علي الشاحنة الكبيرة،أنها وسيلة هروب ممتازة من ذلك الجحيم لكن كيف يصل أليها؟أخذ يفكر في هدوء حتي وجد الفكرة.
سيصعد لسطح المنزل ويتسلل عبره الي سطح المنزل المجاور ثم الذي يليه حتي يصل أمام الشاحنة بالظبط.ولم يضيع المزيد من الوقت فقد رسم خطته بأحكام وتحرك فورا فهو يعلم جيدا أن المنازل الأمريكية توجد بها ما يسمي" العلية " وهي مكان في أعلي طوابق المنزل توضع به الأشياء القديمة مثلا أو الثمينة
وبه مخرج صغير يؤدي الي سطح المنزل.
وبالفعل تحرك"حسن"نحو وجهته حتي وصل للسطح ودفع جسده لأعلي ثم أختطف نظرة سريعة للأسفل ليري قطيع الذئاب الكبير المتجمع في الأسفل ثم تحرك نحو المنزل المجاور بهدوء ورآي أن المسافة بينهم لا تتعدي السبعة أمتار فأستعد جيدا ثم ركض سريعا
وقفز عاليا في الهواء وقد كان قلبه يتوقف خشية من السقوط في الأسفل لكن من رحمة الخالق"عز وجل" ان يديه أمسكت حافة سطح المنزل الآخر فتشبث جيدا ورفع جسده لأعلي حتي أصبح فوق سطح المنزل تماما.
تنفس بعنف ثم قام سريعا حتي لايضيع المزيد من الوقت وأستعد مرة أخري للقفز ثم فعل ما فعله في المرة الأولي حتي أصبح علي سطح المنزل الاخر وبالقرب من الشاحنة العملاقة لكنه كان علي موعد مع مشكلة أخري فقد كانت المسافة بين المنزل والشاحنة تزيد عن عشرة أمتار
وهذه مشكلة كبيرة.

                                         **********
ذاد الأدرينالين في جسده فذاد من ضغط الدم به
تصبب عرقه علي جبينه صاحبه صوت لهاثه من فرط التعب
ماذا يفعل الأن؟أنه لن يترك جسده وجبة عشاء لتلك المخلوقات البغيضة،أنه يفضل الموت شنقا أو في أي وضع آخر غير ان تنغرس تلك الأنياب في جسده وتنهش هذه المخالب في صدره.أرتسمت الصورة في عقله فذاد خوفه أكثر مما جعله يقف ويتخذ قراره الأخير،فعاد للخلف بضع خطوات حتي أصبح فوق سطح هرم المنزل
ونظر لسطح الشاحنة جيدا ثم ركض سريعا حتي وصل لحافة المنزل
وقفز"حسن"
قفز عاليا بقوة ويديه وقدميه تضربان في الهواء بقوة كأنها تريد السباحة فيه حتي تصل لشاطئ الشاحنة الكبيرة.بالفعل ورغم خوفه دخل جسده في محيط سطح الشاحنة ثم بدئت رحلة الهبوط الأضراري فسقط جسده فوقها وتدحرج سريعا وكاد أن يسقط من الجهة الخري لولا يده اليمني التي تعلقت بحافة الشاحنة بقوة جبارة
وجحظت عيناه،وتوقف الزمن معه لثواني قليلة ثم تعلق بيده الأخري بالحافة وصارع نفسه ليرفع جسده فوق الشاحنة وقد نجح بالفعل،نجح في الجزء الأول من الخطة وتبقي الجزء الثاني والأهم ............ الهروب من الجحيم.
                                          **********
ألتقط أنفاسه بهدوء ثم قام ونظر نحو قطيع الذئاب الذي يحاول ولوج المنزل بالقوة فقد جذبتهم رائحة دماء"بيتر"أكثر،ونظر للخلف ليجد سيارة أخري من نوعية"الجيب"سوداء اللون تقف خلف الشاحنة بنحو عشرون مترا تقريبا ثم أحني جسده وتقدم ببطئ وعيناه لم تفارق قطيع الذئاب ومن الجهة الأخري وضع قدميه علي زجاج السيارة الذي كان مفتوحا للنصف وحاول دفع جسده للداخل لكنه
أنحشر بين زجاج السيارة والحافة العلوية لذلك الباب الجانبي،لكنه حاول جاهدا وعيناه تختلس النظر نحو الذئاب البشرية الأصل.لقد كان الأمر يشبه بهدم جبل كبير بأداة صغيرة لا يتعدي طولها العشرة سنتيمترات.
أخيرا دخل"حسن" الشاحنة وترك جسده يسقط علي المقعد الكبير بداخلها ومال برأسه علي المقعد المجاور ليلهث في قوة من فرط التعب والأجهاد.ونظرت عيناه
لتجد الفتحة الخلفية – خلف مقعد السائق – والتي تؤدي لداخل الشاحنة وهو مكان وضع البضائع فقام وأختلس النظر بالداخل لكن الظلام دلف المكان فعادت عيناه تبحث في لوحة القيادة لكنه تذكر انه يجب تشغيل السيارة اولا حتي يستطيع أنارة أضوائها الداخلية.لا يعلم لماذا أصر أن يبحث داخل الشاحنة فتحرك ودفع جسده عبر تلك الفتحة الخلفية حتي دلف منها للداخل،هنا تذكر هاتفه المحمول أنه لايزال في جيب سرواله الجينز فأخرجه لكنه وجد الشاشة قد شرخت فضغط علي مصباح التشغيل الجانبي  فأضائت وبسرعة البرق حرك الضوء البسيط الساطع من الهاتف نحو الشاحنة ليري بالقرب منه صناديق كثيرة بها زجاجات كبيرة ميز عليها كلمة "كيروسين".
أنه بالتأكيد الذي يستخدم في تنظيف الأقمشة في شركات الملابس أو لتنظيف الجروح السطحية.هنا تغيرت خطة الهروب تماما في عقله الذي رسم خطة جديدة.
                                          *********
وقف بجوار السيارة الجيب بعدما أستطاع فتح باب الشاحنة الخلفي ودلف منها،لقد علمه"اسماعيل"طريقة كسر الزجاج دون أن يخدش بجرح واحد.فأنتزع قطعة من ملابسه وقام بلفها علي ذراعه الأيمن خاصة المرفق وسكب علي الزجاج زجاجة من "الكيروسين" ثم وضعها برفق علي الأرض ونظر نحو الزجاج ثم ثني مرفقه وضرب الزجاج بقوة فأنكسر محدثا صوتا أقل من الطبيعي لكن هذا لم يمنع المستذئبين من النظر نحو مصدر الصوت وقد أحتاروا بين ما تسمعه أذنهم وما تشتمه أنوفهم من رائحة الدماء لكن الأخيرة قد أنتصرت في النهاية وعادت الذئاب تحاول الولوج نحو رائحة الدماء.
في تلك الأثناء فتح"حسن"باب السيارة الجيب ودلف فيها ثم أنتزع بعض الأسلاك منها،الأن أصبحت جاهزة للتشغيل،عاد بعدها للمقطورة ودلف من الباب الخلفي نحو كابينة القيادة وفعل المثل مع الأسلاك ثم قام بأحداث شرارة عمل بعدها المحرك لكن قبلها كان قد أفرغ الكثير من زجاجات"الكيروسين"وترك الباب الخلفي للشاحنة مفتوحا وبطريقة ما ثبت أحدي الصناديق الصغيرة فوق دواسة الوقود وبدئت الشاحنة تتقدم ببطئ في أتجاه طريق المستذئبين وبسرعة البرق قفز لداخل الشاحنة وتحرك ممسكا ببعض الزجاجات وأفرغها أثناء طريقه للسيارة"الجيب".
وأنتظر"حسن" حتي أقتربت الشاحنة من الذئاب التي ما أن رىت شيئا يتحرك في اتجاههم حتي تحركوا جميعا بسرعة نحوه وقفزوا عليها من جميع الأتجاهات
هنا أخرج"حسن"قداحة فضية لها شكل رائع قد اعطاه أياها"بيتر"كهدية وألقي بها علي خط"الكيروسين"الممتد من الشاحنة وحتي السيارة"الجيب"ثم أشتعلت النيران سريعا حتي وصلت للشاحنة و...
ودوي الأنفجار بشكل رهيب وأطاح بأجساد المستذئبين أو أشلائهم ورآي منهم من يعوي والنيران تأكل في جسده.هنا أدار محرك سيارته وأنطلق بها سريعا نحوهم،ومر من النيران سريعا وهو يطيح بمن تبقي منهم ثم أخذ يسير بسرعة جنونية حتي غادر القرية الملعونة بلا رجعة.
وأخترق الحقول الخضراء بقوة حتي أستطاع الأقتراب من السيارة ثم هتف عاليا:
-         اسماعيل .......اسماعيل
لكنه فوجئ بالمذئوب الأخير يجثو أرضا وينهش في لحم صديقه فتملكه غضب الدنيا وأستعد للجولة الأخيرة.
                                          *********
وقف"حسن"بسيارته ينظر لهذا الكائن المخيف أمامه,وتركزت عيناه علي تلك الأنياب البشعه التي يتساقط منها الشدق مختلطا بالدماء.لقد صار وحيدا الأن في مواجهة ذلك الشر الرهيب وللحظات قليله عادت به ذاكرته للوراء ليتذكر بداية تلك الأحداث البشعه التي جائت به هنا فى ذلك المكان ...... فى قلب الجحيم.لكنه عقد العزم علي أنهاء تلك الليلة البشعة والثأر للرفقائه.وبالفعل عقد حاجبيه في قوة وضغط فجأة علي الوقود لتنطلق السيارة بسرعة الصاروخ في أتجاه المذئوب
الذي وقف ينظر لها ثم عوي عاليا وانطلق بدوره في أتجاه سيارة"حسن" لكن الأخير ذاد من سرعته ليصطدم الوحش بقوة ويطيح به لعشرة أمتار علي الأقل ويسقط وسط الحشائش وقد كسرت كل عظمة في جسده البشع، ولم يتركه"حسن" من شدة غضبه فتحرك بسيارته ليدهس رأسه بأطارات السيارة "الجيب" وتتناثر الدماء في كل مكان.
لقد أنتهي الشر أخيرا
وأنتهي ذلك الجحيم الذي رآه البطل المصري في تلك الليلة البشعة
جحيم الشر.   

                                      تمت بحمد الله

أنضم لألآف القراء وأستمتع بقصص رعب وخيال علمي حصريا علي صفحتنا:


أذا أعجبتك القصة شاركنا برأيك فيها عبر ترك تعليق بالأسفل

الكاتب:اسماعيل محمد

كلمات دليلية: قصص رعب- قصص مرعبة – قصص مخيفة – روايات رعب – قصص مستذئبين – قصص مصاصين دماء – قصص رعب حقيقية – قصص جان وشياطين – قصص رعب مخيفة – قصص وحوش.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"قصص رعب" سجين الجحيم - بيت الرعب والفانتازيا

"قصص رعب مخيفة" العشاء الأخير - بيت الرعب والفانتازيا