"قصص رعب" منزل الرعب - بيت الرعب والفانتازيا

           منزل الرعب

ركض الشاب المرعوب وهو يتخبط بين الجدار والحافة الخشبية لتلك الطرقة الطويلة، كان ينظر للخلف بين الحين والآخر بينما أكتست وجه علامات الرعب والخوف، وسالت دموعه علي وجه كطفل يخشي عقاب والدته له بينما شعر حينها أن هذه الطرقة اللعينة لا نهاية لها لكن عيناه
لمحت نافذة علي يساره علي بعد متران فقرر القفز منها فورا هربا من ذلك الجحيم البشع.
وصل الي النافذة لكنه لم يري العالم الخارجي بل رآي ما هو أبشع بكثير مما جعله يكمل ركضه حتي باب تلك الغرفة في نهاية الرواق حتي وصل أليه وهو يلهث بقوة وأمتدت يداه لمقبض الباب ليحاول فتحه لكن الباب أبي ذلك، فحاول مرة اخري وثانية وثالثة وهو يبكي وينتحب
لكن لا فائدة
هنا ألتفت للخلف وألتصق ظهره بباب الغرفة ثم أردف متوسلا
" أرجوك لا تقتلني ... أنا لم أفعل شيئا ... أتوسل أليك "  
لكن فجأة بدأ طلاء الباب يذوب علي جسد الشاب كقطعة من الثلج قهرتها أشعة الشمس الحارقة، بدأ الطلاء الأسود يزحف علي جسد الشاب المسكين كأفعي تعتصر ضحيتها وتحيل عظامها الي رماد قبل أن تلتهمها.
حاول الشاب أن يهرب من ذلك الشر الرهيب لكن هيهات فقد سيطر الطلاء الأسود علي جسد الشاب الذي أنكسرت عظامه وتهشمت جمجمته بينما قفزت عيناه من مكانها ببشاعة رهيبة قبل أن يسقط جثة هامدة غير واضحة الملامح.
وعلي بعد أمتار كانت هناك عيون حمراء مخيفة تراقب ما يحدث بشغف كبير ، عيون تحمل معها الشر والموت.
بعدها أنطلقت ضحكة شيطانية هزت أركان المكان

                                     **********


حزم"جون" الحقائب مع "سيرينا" استعدادا لقضاء رحلة سفاري في غابات "كندا" مع أصدقائهم "سام ووليام وجاكي وكريستينا" وقال بعد ان أنتهوا من تجهيز حقائبهم:
"ستكون رحلة ممتعة مع الرفاق"
أجابته زوجته في سعادة :
" نعم يا زوجي الحبيب خاصة وقد مر وقت طويل دون أن نسافر لقضاء عطلة بعيدا عن المنزل ولكن أين هم الشباب؟ "
أجابها في هدوء
"سوف نلتقيهم في المطار يا عزيزتي"
وبعد نصف الساعة ألتقي "جون" وزوجته أصدقائهم في صالة مطار ولاية " نيو جيرسي" الأمريكية وجلسوا يتناولون القهوة حتي موعد قيام الطائرة فقالت "كريستينا" وهي تمسك بزراع "وليام":
"هل أنت سعيد بذهابنا في هذه الرحلة يا حبيبي"
أجابه الشاب وعلي وجهه أبتسامه كبيرة:
"أنني أكون في قمة سعادتي وانا بجوارك يا أميرتي الحبيبة "
ابتسمت في دلال في حين قال "سام" وهو يتناول قهوته:
"سوف أنام  كثيرا حتي وصولنا الي "كندا" فأنا مجهد كثيرا"
ضحك"جون" مردفا:
"يا لك من أحمق الرحلة لاتستغرق سوي ساعتان فقط"
 أبتسم جون مجيبا :
"وما المشكلة يا صديقي سوف أنام علي ذراع جاكي"
هنا تدخلت الفتاه قائلة بسرعة:
"لن اسمح لك بهذا ايها الغبي"
ضحك الجميع وأخذوا يرتشفون من مشروباتهم الدافئة حتي موعد قيام طائرتهم

                                       **********

وصل الاصدقاء الي مطار" كندا الدولي " ولاحظ "جون" تغير أحوال المناخ هناك فسأل موظف المطار عن أحوال الطقس فأخبره الرجل أن هناك عاصفة كبيرة قادمة بعد ساعات وهذه آخر الرحلات التي ستصل الي "كندا" اليوم.
نظر الشباب الي بعضهم وقال"سام" وهم مغادرين المطار :
" ماذا سنفعل يا رفاق؟"
أجابه"وليام" مردفا
" حسنا يا رفاق لقد قضينا اوقاتا مشابهة لذلك فيما مضي هل تذكرون رحلة "باريس" منذ عامين نحن تعودنا علي ذلك هيا لنستمتع بالرحلة تحت مياه الأمطار"
أكملت"سيرينا" موافقة أياه
"معك حق يا وليام هذه ثلاث ليالي سوف نقضيها علي أية حال"
أنطلقوا في السيارة الكبيرة التي أستاجروها من أمام المطار متجهين الي غابات "العاصمة الكندية" وبعد قليل كانوا يقيمون "المخيمات" التي سيبيتون فيها وسط الأشجار ولاحظ "جون" سوء الاحوال الجوية فقال للرفاقه:
 سوف تمطر السماء بكثافة يا رفاق
نظر الكل الي السماء التي ملئت بالسحاب الملئ بالمياه وقالت"جاكي"
" يبدوا أنها ستكون ليلة صعبة جدا "
وكانت علي حق
فبعد ساعات قليلة ستبدأ الحفلة
ويبدأ معها الجحيم


                                         ********** 

جلس أحد السائحين داخل غرفته بالفندق في العاصمة الكندية وأخذ يشاهد التلفاز متابعا بشغف النشرة الأخبارية في حين قالت المذيعة فيها:
" مرحبا أيها السادة ننقل لكم نشرة أخبار الخامسة، يحذر خبراء الأرصاد الجوية من هبوب عاصفة كبيرة شديدة ذات رياح شمالية شرقية تأتي من القطب الشمالي لم تشهدها البلاد منذ أكثر من عشرين عاما وننصح المواطنين بأتخاذ الحذر من العاصفة التي ستدوم حتي الصباح، شكر لمتابعتكم "
سخط السائح في حنق فكان هذا معناه ضياع رحلته وأمواله أيضا


                                         **********

هطلت الأمطار علي البلد الكبير في غزارة وأمتلئت الشوارع بالمياه، بينما هبت الرياح تنتزع الأشياء من أماكنها وفي الغابة تواري الشباب الستة داخل "المخيمات" البلاستيكية ولكن فجأة طارت أحدي "الخيم" من فوق "جون وسيرينا" فركض الأثنان واختبئوا مع رفاقهم وقال الاول:
" لانستطيع قضاء الليلة هنا سوف نموت هكذا لابد من ان نبحث عن مكان نبيت فيه"
قالت "كريستينا" موافقة
" لابد أن نذهب الي الطريق العام ونستقل "تاكسي" الي أقرب فندق"
أجاب "جون" وهو يشعر بالبرد الشديد
" وهل سنجد سائق مجنون في هذا الطقس؟"
قال "سام" سريعا:
" اسمعوا يا شباب لقد نظرت قليلا الي خريطة الغابات في العاصمة قبل مجيئنا من أمريكا وانني اتذكر أن هناك "قرية" صغيرة علي حدود هذه الغابات يمكن ان نسير وسط الغابة الي ان نصل الي هناك ونتواري في اية منزل او فندق"
تسائل "وليام" في قلق عارم
"هل سنسير في هذه الامطار؟"
" هل لديك حلا آخر ايها العبقري؟"
غادر الجميع المخيمات وما ان غادروها طارت في الهواء بسبب قوة الرياح وانطلقوا تحت الأمطار الغزيرة وفي الرياح الكبيرة التي كانت تدفعهم يمينا ويسارا ومرت ساعة كاملة وهم يسيرون في هذا الطقس السئ الي أن قالت"جاكي"
"لن ننجو من هذا ... لن نستطيع الأستمرار"
نظر"جون" ورآي ضوء صغير يأتي من بعيد فصاح في رفاقه:
"انظروا هناك ضوء صغير هناك لابد انه منزل أحدهم أو "كوخ" صغير مهجور"
هتفت أحدي الفتيات
" هيا اذا ماذا ننتظر؟"
انطلقوا جميعا نحو الضوء وما أن اقتربوا منه شهقت "جاكي" و"سيرينا" في آن واحد وأتسعت عيني "وليام" وقال "جون" في استغراب: ما هذا؟
كانوا يقفون أمام قصر كبير ولكن يبدوا عليه وكأنه مقبرة وليس قصر فالون الأسود يغطيه من الخارج وضوء مصابيح صغيرة تظهر من بعض النوافذ.
كان منظره يبعث الرعب في النفوس والأجساد وفجاة صرخت كلن من "كريستينا" و"جاكي" وفزع الرجال أيضا عندما أنطلق كلب أسود كبير علي "سيرينا" التي صرخت وسقطت أرضا وأنطلق "جون" لأنقاذ زوجته .
"مايلو ... قف وتعالي هنا "
نطقها الرجل الكبير والذي ظهر فجأة علي باب القصر فأطاع "الكلب" المتوحش أوامره وعاد الي سيده الذي قال للشباب في هدوء:
"معذرة يا سادة ولكن – مايلو - لايحب الغرباء"
ثم أردف مكملا: تفضلوا بالدخول فهذه العاصفة ستذداد بعد قليل
دخلوا مسرعين الي القصر وهمست "كريستينا" في "وليام":
"أليس من الغريب تواجد قصر هنا في هذه المنطقة؟"
هز الأخير كتفيه أشارة للأستغراب من الأمر أيضا وصاروا مع الرجل الذي بدي شكله وكأنه يعيش منذ قرون فهو يرتدي جاكيت طويل مع بنطال بدي عليه تصميمه الأيطالي القديم مع قميص طويل قليلا وأكتست ملابسه كلها باللون الأسود مما جعله يشبه الملوك قديما في زيهم الامبراطوري.
دخل الجميع الي قاعة كبيرة تتوسط القصر المخيف وجلسوا وهم يشعرون بالبرد من الماء الذي يغطي أجسادهم ثم قال الرجل :
"سوف تستمتعون بليلتكم هنا ويمكنكم تغيير ملابسكم فهناك بالأعلي توجد غرف كثيرة وجميعها مجهزة بكل شئ من ملابس ودورات مياه وكل شئ"
قال "جون" بأسلوب مهذب
" نرجو أن لا نسبب لك أزعاج يا سيدي"
" بالطبع لا فنحن نرحب بالغرباء في أي وقت"
وضاقت عيني الرجل وهو يكمل جملته:
" بل ونسعد بذلك "
نظر الشباب الي بعضهم وشعرت "سيرينا" بعدم الأرتياح من هذه اللهجة التي يتحدث بها الرجل لكن وبعد قليل صعد الجميع الي غرف النوم وأستقل كلا منهم في غرفته بعد أن وجدوا ملابس تليق بهم وأرتدوها وعندما أغلق كل منهم باب غرفته أستعدادا للنوم أنطفأت الأنوار في المنزل فجأة وفزع الجميع لكنهم ظنوا أن الرجل هو من فعل ذلك أستعدادا للنوم.
لكن هناك وعلي الجدران وسط "الظلمة العاتمة" تحركت ظلال سوداء كبيرة وظهرت وجوه مخيفة علي بعض نوافذ المنزل وبدأتأصوات مخيفة تخرج من تلك الظلال السوداء والوجوه البشعة فكانت تحدث بعضها،  أصوات غليظة مخيفة تقشعر لها الأبدان فيقول أحدهم:
"غرباء في المنزل"
أجابه صوت آخر:
" لقد مر وقتا طويلا علي أستقبال الغرباء"
وقال ثالث:
" سيسعد - سيدنا - بذلك وستكون ليلة كبيرة"
وكانها كانت تضحك بسخرية وترقص علي الجدران في مشهد يوقف القلوب عن عملها.
يبدوا أن تلك الليلة لن تمر مرور الكرام

                                          **********

تثاءب "جون" قليلا ثم أردف لزوجته
"سوف أخرج لمعرفة سبب أنقطاع الكهرباء فانا كما تعلمين لا أحب الظلام"
نظرت الفتاه له بقلق ثم أردفت
" لاتتركني هنا وحدي يا جون"
" لاتقلقي يا حبيبتي سأعود سريعا "
أنسدل من تحت الفراش وخرج ليري ما يستطيع فعله وأخذ يتحسس الجدار بيده  لكن فجأة أصطدم بشئ ما وسمع صرخة قوية في الظلمة الكاحلة ففزع وسقط أرضا وهو يهتف في زعر:
"من أنت؟"
أجابت "كرستينا" في رعب
" أنه أنا يا جون ... كرستينا"
زفر بقوة وهو يقول
" لقد أفزعتيني"
قالت الفتاه في خوف:
" لقد أنقطعت الكهرباء وخرجت لأجد شيئا أضئ به طريقي "
خرج الباقين علي صوت صرخة "كرستينا" وقبل أن يتسائل أحدهم عادت الأضواء فجأة في القصر وصرخت الفتيات وفزع الشابان بينما قام "وليام"من نومه علي صوت الصراخ الرهيب وخرجت "سيرينا" لتري ما يحدث؟
فأمامهم مباشرة كانت جدران القصر جميعها تسيل عليها الدماء في أبشع مشهد يمكن أن تراه عيناك، دماء تسيل بغزارة علي الجدران والحوائط وتحول المكان الي جحيم حقيقي بلون الدماء الحمراء. وأنطلق الجميع ليحصلوا علي حقائبهم ليغادروا المنزل المرعب لكن الأضواء أنطفئت مرة آخري ثم عادت من جديد بعد عشر ثواني تقريبا ولكن هذه المرة أختفي المشهد المرعب من أمام أعينهم فلم تعد هناك دماء في أي مكان.
وقف الجميع مذهولين وخائفين وصاح "جون" علي الرجل صاحب القصر:
"أيها السيد ... أيها الرجل ... أين أنت؟"
لكن ما من مجيب فأخرج الشاب هاتفه الخلوي وحاول الأتصال بالشرطة لكنه سمع صوت مخيف يشبه فحيح الأفعي يقول
" لن تذهبوا لأي مكان ... سوف تموتون هنا ... لا أحد يغادر مملكتي "
ودوت ضحكة مرعبة في أذن الشاب مما جعله يلقي الهاتف من يده، وآي الجميع الهاتف يذوب علي الأرض أمامهم فتراجعوا غير مصدقين ما يروه.
هتفت"سيرينا" في أنهيار
" لن أنتظر هنا لحظة واحدة يجب أن نذهب من هنا هيا الأن"
دخل الجميع الي غرفهم وحزموا حقابئهم وغيروا ملابسهم ثم نزلوا جميعا الي الطابق الأرضي لمغادرة القصر و...
وصرخت االفتيات الثلاثة في آن واحد وأنعقد حاجبا "جون" .
فهناك أمامهم ومن نفس المكان الذي دخلوا منه لم يكن هناك
باب للقصر
كان هناك مجرد حائط فقط ولكن لايوجد أبواب نهائيا فهتفت أحداهن
" هذا المنزل ملعون "
وأخذ "جون" ينظر يمينا ويسارا ثم أردف في خفوت
"لابد من البحث عن هذا الرجل"
سيرينا:
" لقد أختفي أيضا"
أجابها "جون" بحزم كبير
"لابد من أيجاده،  حسنا يا رفاق فلنفترق ونبحث عنه"
أفترقوا بالفعل ودخل كل منهم في مكان ما من القصر المخيف وكانت "جاكي" تبحث في الطابق الأرضي ثم مرت علي دورة مياه فدخلت فيها ووقفت أمام المرآة لتعدل خصلات شعرها وأستدارت لتخرج لكن فجأة جذبتها " يد " مخلبية من المرآه، يد بشعة المظهر أطبقت عليها وأخذت الفتاه تصرخ كثيرا وجذبت "اليد" رأسها الي داخل  المرآه وحطمت برأسها زجاجها الذي تناثرت شظاياه في وجه "جاكي" و...
وأنتزعت اليد المخيفة رأسها الي داخل المرآة وسقط  جسد "جاكي" بدون الرأس وأنفجرت نافورة لتغرق الأرض بينما جسد المسكينة ينتفض بقسوة حتي هدا تماما.
وكان الأصدقاء صوت صراخها أنطلقوا باحثين عنها وعندما نزلوا جميعا الي الطابق الأرضي ووجدوا جثتها ملقاة علي الأرض صرخت الفتيات وشهق "جون" ورفاقه فقد وجدوا جسد الفتاه المسكنة
لكنهم لم يجدوا رأسها.


                                          ********** 

ظلت "سيرينا" و"كريستينا" تبكيان و"جون"ورفاقه غير مصدقين ما رآته أعينهم، ماذا حدث للفتاه؟ لا احد يعلم، لقد ماتت صديقتهم فجأة ومشهد الدماء علي الجدران جعل الدماء تتجمد في أجسادهم.
قال "جون" في ذهول:
" ما هذا المكان البشع؟ "
أجابه "سام" غير مصدق ما حدث
" يا الهي انه مكان ملعون "
في تلك اللحظات وفي مكان ما كانت هناك دماء تسيل علي الجدران، دماء تسير وكانها كائن حي، تسير كثعبان الناكوندا الذي يستعد لأقتناص وجبة دسمة يملئ بها معدته. وسرعان ما دخلت خيوط الدماء تلك في فتحة صغيرة في قبو القصر الذي أمتلئ بهياكل عظمية لزوار كانوا في السابق سائحين
ما هذا الشر الرهيب الذي يسيطر علي المكان؟
ماذا حدث في السابق ليحول هذا المكان الي جحيم تصيب لعنته كل من يدخله؟
تنهد "وليام" وهو يوجه حديثه ل"جون":
" لابد أن نخرج من هنا فورا وألا كان مصيرنا مثل جاكي"
هتفت "كريستينا" في أنهيار تام:
" سوف نموت هنا ... سوف نموت هنا "
صرخت "سيرينا" في وجهها قائلة :
" اصمتي ولا تتحدثي هكذا"
صاح بهم"سام"
" بل أصمتوا جميعا ودعونا نفكر في كيفية الخروج من هذا المنزل المكان الملعون"
كانوا جميعا قد أنتشروا في أرجاء القصر وقاموا بتفتيش جميع الغرف عدي واحدة فقط لم يستطيعوا فتحها فعادوا جميعا الي الأسفل وبينما كانوا يفكرون في مخرج من هذا القصر المخيف أنطلقت صرخة كبيرة جعلت الفتاتان تقفزان فزعا وتصرخان بدورهما بينما أنهار"سام" مستغيثا وهو يحمي وجه بذراعيه من لاشئ بينما نظر"جون" حوله وقد ذاد توتره ألآف المرات.
فجأة بدأت الجدران تتشقق أمامهم ثم خرجت منها ثعابين سوداء صغيرة زحفت بأتجاههم فتراجعن الفتاتان بذعر بينما وقف "جون" ممسكا بقطعة من حطب المدفأة في طريقة للدفاع عنهم.
أقتربت الثعابين وهي تخرج لسانها برعب أستعدادا لألتهام فريستها ثم حانت لحظة الهجوم فقزت أحدي الثعابين في وجه"جون" لكنه ضربها بقطعة الحطب فطار الثعبان ليصطدم بأحدي الجدران ويسقط أرضا و...
ويتبخر
نعم تبخر الثعبان بعدما سقط أرضاوتصاعد البخار الأسود ليختفي في سقف الطابق الأرضي الذي يقفون فيه فهتف الشاب في غضب وذهول
" ما هذا العبث؟ "
هنا رآي الشاب الثعابين الصغيرة تفسح المجال لثعبان كبير يفوق طوله الثلاثة أمتار وله رأس كبير يخرج منها لسان مشقوق طوليا تتساقط منه الدماء، نعم دماء تتساقط منه ولكنه ليس مجروح بل هي طبيعة ذلك الكائن المخيف والغريب. وأقترب الثعبان من "جون" وحاول يضربه بقطعة الحطب لكن الثعبان ظل يراوغه في براعة
حاول"وليام" الأقتراب من الثعبان وصعقه بصاعق كهربائي صغير كان معه طيلة الرحلة لكن الثعبان ضربه برأسه بقوة جبارة فطار جسد "وليام" ويسقط أرضا في حين عاد الثعبان الكبير ينظر ل"جون" مرة أخري.
وفي هذه الأثناء كانت "سيرينا" تحتمي خلف ظهر"جون" بينما "كرستينا" تتراجع مصدومة غير مصدقة ما تراه عيناها، فجأة أمسكت يداها يد أخري فنظرت بفزع لتجدها فتاه صغيرة ذو شعر كثيف طويل مبعثر يغطي رأسها وتنظر الي الأرض لكنها لم تمكث ألا ثواني ورفعت رأسها أليها لتصطدم "كرستينا" بوجه الفتاه الذي كان وجه شيطان مارد
عيون حمراء كالدم وبشرة زرقاء مجعدة بينما الطامة الكبري كانت فمها الذي كان مشقوق عرضيا من الأذن الي الأذن وتخرج منه أنياب كبيرة كأنياب الأسود. هنا سقطت الفتاه الأمريكية مغشيا عليها من هول الموقف وفي تلك اللحظة ساد القصر ظلمة عاتمة لتعود بعدها بقليل لكن
كان كل شئ قد أختفي.

                                      ********** 

من خارج القصر تري السحب في السماء تطلق قنابلها المائية بقوة كأنها في صراع مع الأرض التي أتخذت موقف الدفاع فقط وفي الداخل جلس"جون" بجانب"وليام" يضمد جرح صغير في جانب وجه بينما كانت زوجته تحاول أفاقت "كرستينا" التي أستجابت بصعوبة، وبعد لحظات قال الأول
" لابد أن نصل لتلك الغرفة المغلقة فيمكن أن يكون هناك مخرج منها أو نجد سر هذا الجحيم فيها "
قام "سام" وقال وهو ينطلق فجأة الي الأعلي مردفا :
" سوف أفتح هذه الغرفة بأي طريقة فيمكن أن تكون هي مصدر النجاة لنا جميعا "
قال "جون" محذرا:
" انتظر يا سام فلابد أن نتواجد معا ولا نفترق "
لكن الشاب لم يستمع أليه وأنطلق سريعا صاعدا السلم الداخلي في القصر الي الطابق الثاني فهتف"وليام" في غضب
" يا له من أحمق "
كانوا يجلسون داخل أحدي الغرف في الطابق الأرضي وكانت "كريستينا" ممدة علي مقعد كبير لكن فجأة خرجت "يد" أخري من المقعد الكبير وأمسكت بجسدها فصرخت الفتاه بذعر ونظر"جون" ورفاقه الي المشهد المرعب بينما أندفع الأول وأمسك بها ليفلتها من هذه "اليد" المخيفة لكن خرجت أذرع كثيرة من المقعد، أذرع تشبه أقدام عنكبوت أسود عملاق وأحكمت قبضتها علي جسد الفتاه المسكينة التي أخذت تصرخ مستغيثة بمن حولها لكن الأذرع جذبت الفتاه المزعورة داخل المقعد الذي أنفتح منه فم كبير وبرزت أنياب بشعة كأنه وحش أسطوري قام من ثبات عميق وأطبقت علي الفتاه لتعتصرها في الداخل و...
وأنطلقت الدماء من المقعد أو الفم المخيف في وجه "جون" بينما سقطت "سيرينا" مغشيا عليها لتنتهي الجولة الثانية من صراع في الجحيم.

                                    ********** 

أنطلق البرق يشق السماء وينير الليل المظلم ونزلت الأمطار في كثافة شديدة وبدت الأشجار في الغابة كأشبح عملاقة وقفت تحرس هذا القصر الملعون، وفي الطابق الثاني تحرك "سام" ليبحث عن الغرفة المغلقة ثم وجدها في آخر الطابق وحاول فتحها لكنه لم يستطع فظل يبحث عن أي شئ ليكسر به باب الغرفة ووجد "مقعد" خشبي صغير قديم قد أمتلئ بالأتربة والتي تدل علي طول عمره.
أمسك الشاب بالمقعد وظل يضرب الباب دون فائدة ثم أردف في عصبية:
" هيا أنفتح "
فجأة طار "المقعد" من يده ولكنه لم يقع أرضا بل ظل معلقا في الهواء ثم أنفتح جزء من المقعد وبانت منه انياب كبيرة تقطر دما وكأنه "وحش اسطوري" وصرخ"سام" في رعب
وانطلق "المقعد" في اتجاهه فتراجع الشاب بحركة غريزية فدفع باب الغرفة بظهره فانفتح الباب وسقط الشاب أرضا و....
واغلق الباب علي "سام"

                                     ********** 

لثواني معدودة توقف الزمن للجميع فكانت "سيرينا" ملقاة أرضا مغشيا عليها و"وليام"سقط بجوارها وقد وضع يديه فوق رأسه ووقف"جون" مذهولا والدماء تسيل منه وكأنه "بطل" وقد خرج للتو من معركة دامية.
وظل الجميع صامتا الي أن افاق"جون" من غيبوبته قائلا:
" يألهي ... يألهي"
أردف "وليام" في ذهول:
" لقد ... لقد أبتلعها المقعد أنه سحر"
انحني"جون" ليري زوجته وعندما أفاقت أخذت تصرخ في وجهه في هستيريا كبيرة فأحتضنها مهدئا أياها وقالت وهي تبكي :
" سنموت هنا ... لن نخرج من هنا أحياء"
ربت علي كتفها مردفا " سنخرج يا عزيزتي ... أعدك بذلك"
قال"وليام" في عصبية:
" لن أنتظر هنا لحظة واحدة سوف أخرج من هنا الأن"
ثم قام وأندفع خارج الغرفة فصاح به "جون" ولكنه لم يسمعه فقد غادر الغرفة مسرعا فقام الشاب وأمسك بزوجته ليساعدها علي النهوض وخرجا بدورهما من الغرفة باحثين عن مكان للخروج من هذا المنزل المرعب، فجأة لمعت فكرة ما في رأس "جون"
> النوافذ <
أتجه الي أحدي النوافذ وحاول فتحهها لكنها لم تستجب فبحث عن شئ يكسر به الزجاج ووجد "أداة معدنية" كانت ملقاة علي الأرض فألتقطها  وحاول كسر الزجاج لكنه لم ينكسر فتمتم في ضيق:
" هيا أنكسر الأن "
فجأة ظهر وجه بشع علي الزجاج ذات أنياب كبيرة والدماء تسيل من فمه، وجه شيطان مخيف ينظر لهما بسخرية فصرخت "سيرينا" وتراجع"جون" في رعب لكن الوجه البشع لم يظهر علي هذه النافذة فقط فقد ظهرت وجوه آخري أيضا بشعة الخلقة علي الثلاثة نوافذ داخل المكان الذي كانوا يقفون فيه.
وكان من الواضح أن المنزل كشف عن أنيابه وأنقلب عليهم.



                                          **********

سقط "سام" علي ظهره وأغلق باب الغرفة عليه فقام مفزوعا وهو ينظر حوله ليري المكان الذي يتواجد فيه،  كانت غرفة مظلمة ليس بها أثاث عدي " تابوت " خشبي كبير لدفن الموتي، فتراجع الشاب مردفا :
" يالهي ما هذا؟ "
كان هناك ضوء بسيط يتسلل عبر مصباح صغير معلق في السقف، ظل الشاب متجمدا في مكانه لثواني ثم حاول الأقتراب من "التابوت" ليري ما بداخله وأخذ يسير في بطئ شديد من الخوف حتي وقف أمامه وقلبه يكاد ينفجر داخل صدره من الخوف لكن شيئا ما يخبره أن يرفع غطاء التابوت فمد يده ورفع "الغطاء" الخشبي الكبير في توتر ورعب وما أن كشف عن "التابوت" شهق وتراجع من الرعب ووقف متجمدا في مكانه كالحجر وبينما كان ينظر الي "الجثة" الممددة داخل "التابوت" لم يري " سام" الدخان الأسود الذي دخل من تحت باب الغرفة وأخذ يتجسد شيئا فشيئا ورائه حتي أكتملت هيئته وعندما شعر "سام" بحركة مريبة خلفه ألتفت سريعا الي مصدرها و...
وصرخ الشاب الأمريكي برعب وفزع ولكنها كانت صرخته الأخيرة فأمتدت "يد" قوية وأنغرست في عنق "سام" الذي شهق عاليا وجحظت عيناه وهو يفقد آخر أنفاس رئتيه ثم أنتزعت اليد المخلبية رأسه من فوق جسده الذي سقط  مكانه بينما أنفجرت نافورة الدماء علي أرضية الغرفة لينتهي بعدها كل شئ.

                                          ***********

أنطلق "وليام" في أركان القصر في عصبية ورعب شديدين وأخذ يتمتم في خوف:
" يالهي ... لن أموت هنا ... لن أموت هنا "
لكن الشاب الأمريكي تناسي أن الموت يدرك الانسان في أي مكان وزمان، وبحركة غريزية دخل أحدي الغرف وأغلق بابها خلفه ووقف لثواني يلتقط أنفاسه بصعوبة وهو مغلق العينين، كانت غرفة مظلمة الأركان عدا مصباح صغير في منتصف الغرفة فتحرك الشاب ووقف ينظر الي الغرفة
" وليام "
ألتفت الشاب الي مصدر الصوت متسائلا " من؟ "
" أنه أنا "
وليام: من "أنت؟"
" كريستينا "
ذهل الشاب وفرغ فاه من سماع الأسم فقال في توتر ورعب:
"كريستين ... مستحيل لقد ... لقد مت "
هنا خرجت الفتاه من أحد الأركان المظلمة، كانت بيضاء اللون أكثر من طبيعتها وعينيها ضيقتان وترتدي "فستان" أبيض في غاية الأناقة فتسائل الشاب:
" ما هذ الذي ترتدينه؟ "
أجابته وهي تقترب منه في بطئ:
" أأعجبك فستاني؟ "
تراجع الشاب في قلق وخوف مردفا:
" لا ... لايمكن أن تكوني أنت، لقد مت منذ قليل أنت شبح كرستينا، أذهبي الي الجحيم ايتها اللعينة "
هنا تحولت عيني الفتاه الي اللون الأحمر الناري وتحولت أظافرها الي مخالب حيوان مخيف وظهرت في وجهها شقوق كبيرة سالت منها الدماء وقالت بصوت مخيف يشبه فحيح ألف أفعي معا:
" بل ستذهب أليه أنت أيها البشري الأحمق "
وأندفع المسخ المخيف في أتجاه "وليام" فتراجع الشاب في بسرعة بحركة غريزية الي أحد الأركان المظلمة وتوقفت الفتاه المسخ فجأة وأخذت تضحك بصوتها الغليظ المرعب ولئت ضحكات جدران الغرفة بينما تصبب العرق علي وجه"وليام" المذعور وهو يتراجع
لكن فجأة وفي تلك اللحظة خرجت من الحائط  خلف ظهر "وليام" رأس كبير يشبه رأس "الديناصورات" في عصور ما قبل التاريخ، رأس فقط بدون جسد وكأن الجدار أنشق ليخرج هذه الرأس الشيطانية المخيفة التي أطبقت علي رأس الشاب المسكين وأنتزعتها من مكانها لتنفجر نافورة الدماء من موضعها ويسقط جسد الشاب المسكين أرضا، وبينما كانت الرأس الشيطانية تمضغ جمجمة"وليام" تحولت الفتاه المسخ الي أفعي كبيرة وزحفت علي الأرض وسط الدماء وظلت تأكل في الجسد الميت.

                                          ************ 

كانت وجوه بشعة بحق،
أنياب كبيرة ...  عيون حمراء مخيفة ... أظافر طويلة بشعة
كانت تظهر علي النوافذ كلها وكأنها أشباح تقف في الهواء خارج المنزل
وصرخت "سيرينا" وألتصقت بزوجها الذي تراجع بها في رعب بينما أخذت الوجوه البشعة تضرب بيدها المخيفة علي زجاج النوافذ في عنف وكأنها تريد الدخول أليهما لتفتك بهما، وأمسك "جون" بزوجته وأنطلق بها مغادرا المكان .
أنطلقوا مسرعين الي أقرب غرفة قابلته ودخلا بسرعة ليغلق الباب خلفهما وظلا لدقائق يلتقطان أنفاسهما وظلت "سيرينا" تبكي في أنهيار وأمسك بها زوجها ليطمئنها بينما عيناه تجوبان أنحاء الغرفة، ولدقائق كاملة لم يتحدث أحدهما.
كانت الغرفة تسبه سابقتها غير أنها غرفة مكتب كبيرة تراصت بعض الكتب القديمة علي أرفف مكتبة معلقة في أحد جوانبها وأخذ المكتب الكبير مساحة كبيرة من الغرفة بينما لون الجدران كان الأسود الذي بث الخوف أكثر في قلوبهما.
تحرك "جون" ببطئ ونظر الي الأوراق التي تناثرت علي سطح المكتب كانت غرفة مظلمة بعض الشئ ألا ضوء بسيط يتسلل من الخارج ذاد الريبة في قلب "جون" حيث أنه من المفترض أن هذا ليس ضوء القمر الذي أختفي خلف سحب المياه خاصة في لك المناخ السئ.
رآي البطل أحد المصابيح الزجاجية القديمة وبداخله قطعة من "الشمع" فأخرج "قداحته" الصغيرة وأشعلها ليضئ المصباح الصغير مساحة لا بأس بها من الغرفة، ونظر الشاب الي الأوراق المتناثرة علي سطح المكتب ووجد قطع صغيرة من "الجرائد" التي يعود عمرها الي سنين طويلة وقد أصفرت أوراقها المهرتئة مما يدل علي طول عمرها.
أخذ "جون" يقرأ ما فيها الي أن وجد صورة الرجل الذي أستقبلهم في المنزل وأنتقلت عينيه علي السطور المدونة أسفل الصورة و.....
" يالهي "
نطق الشاب بالكلمة في ذهول كبير فتسائلت زوجته في خوف وتوتر :
" ماذا هناك؟ "
أجابها والكلمات تخرج ثقيلة من فمه :
" ان الرجل الذي قابلناه عند وصولنا هنا "
وبينما صمتت "سيرينا" لكن عيناها تسائلت وشغف كبير فأكمل هو
" أنه ميت منذ سنوات "
شهقت "سيرينا" في رعب فنظر أليها "جون" مكملا:
" هذا خبر منذ أكثر من عشرين عاما يقول أنه .... "
أبتلع زوجها ريقه بصعوبة ثم أكمل في خوف وتوتر:
" كان رجل أعمال شهير ومتزوج من أمرآة جميلة وكان يحبها بجنون حتي أكتشف خيانتها له فقرر قتلها وبالفعل قام " بذبحها " ودفنها في هذا القصر ومن وقتها تحول الي " مريضا نفسيا " فقتل العديد من النساء اللاتي يشبهن زوجته ألي أن أستطاعت الشرطة القبض عليه وأعدامه وقاموا بدفنه هنا داخل قصره مع ضحاياه "
وضعت زوجته يدها علي فمها بحركة غريزية مردفة:
" يالهي. أنه منزل ملعون أذا "
ثم صرخت فجأة في رعب قاتل حينما وقعت عيناها علي شئ ما خلف زوجها الذي تراجع عندما لاحظ ذلك ليري الأثنان أمامهما مباشرة وخلف المكتب الكبير كان يجلس " الرجل الشبح " بزيه الأمبراطوري.
وتراجع الشاب وزوجته وأنطلقوا محاولين الهروب من الغرفة لكن الباب لم يستجب لقوة جذب "جون" له فوقفا الأثنان ينظران للرجل الذي أرتسمت علي وجه أبتسامة ساخرة ثم تحدث أليهما بصوت مخيف وكأنه يأتي من أعماق الجحيم:
" هل أعجبكم القصر؟ "
أجابه "جون" بصعوبة متسائلا بصوت مرتبك:
" ماذا تريد؟ "
الرجل: روحكما
أنكمشت "سيرينا" في صدر زوجها الذي نظر الي الرجل وتنفس بصعوبة في خوف فقال الأخير:
" لقد تركتكما حتي هذه اللحظة لأنكما تشبهانني كثيرا أنا وزوجتي"
قال "جون" في خفوت:
" زوجتك التي قتلتها "
نظر الرجل أليه طويلا دون أن يتحدث ثم قال بصوت عميق ذاد من رعبهما:
" كانت تستحق ذلك"
قالت "سيرينا" في رعب:
" أرجوك أتركنا نذهب من هنا "
دوت في أنحاء القصر صوت ضحكات شيطانية مخيفة قال الرجل بعدها:
" أترككما؟ لم يغادر أحدا من هنا من قبل يا عزيزتي  سيرينا "
ثم مال بوجه الي الأمام مردفا:
" ثم أنكي تشبهين زوجتي كثيرا "
قال"جون" في عصبية:
" لن أتركك تمسها بسوء أيها الوغد "
وهنا تحولت هيئة الرجل حتي كان أشبه بشخصية "دراكولا" المرعبة وأنطلق فجأة في أتجاه "جون" وزوجته التي صرخت بصوت عال في رعب لكن "جون" قذف بالمصباح الصغير الذي كان يمسكه بيده حتي هذه اللحظة في وجه الشيطان لكنه تلاشي في الهواء قبل أن تمسه النار.
هنا أنهارت "سيرينا" بكاءا من شدة الرعب وأنحي زوجها ليمسك بالمصباح الصغير وأشعل قطع الشمع مرة أخري ثم قال لزوجته:
" هيا بنا سريعا "
سألته وهي تبكي:
" الي أين؟ "
لم يجبها زوجها وأنما صعد معها  الي الطابق الثاني وما أن خطي فيه حتي خرجت أجساد بشعة من الجدران بجوارهما وظلت واقفة عليها تنظر لهما في سخرية، أنها تلك الوجوه التي رآوها علي النوافذ منذ قليل فصرخت "سيرينا" في رعب وأمسك بها "جون" وأنطلقوا سريعا باحثين نحو الغرفة السرية المغلقة ولاحقتهم الأجساد المرعبة ركضا علي الجداران الي أن وصل الزوجان الي باب الغرفة أخيرا لكن "جون" لم يتوقف وأنما جذب زوجته بعنف ليضرب الباب بقوة كبيرة والذي أستجاب صاغرا لقوتهما – من جراء خوفهما – وأنفتح لتسقط الفتاه أرضا بينما تشبث الرجل بمزلاج الباب من الداخل ثم دفعه ليغلقه أمام الوجوه الشيطانية المخيفة.

                                           ********** 

لحظات مرت كالسنوات لم ينطق أحدهما بشئ بينما "سيرينا" تبكي وتدفن وجهها بين كفيها، ونظر"جون" فوجد "التابوت" الكبير وشهق من الرعب فأمامه بجوار التابوت الكبير كانت جثة "سام" صديقهما ولكنها منزوعة الرأس لكنه عرفها من ملابس صديقه الميت.
صرخت الفتاة وسقطت مغشيا عليها وحاول "جون" أفاقتها ولكنه تركها وقام ببطئ  ليري ما بداخل "التابوت" وتراجع"جون" في ذهول فأمامه كانت جثة "الرجل الشبح" ولكنها كانت سليمة رغم مرور سنوات عليها .لم تتحلل كانت بكامل هيئتها وكأنه مشهد من أفلام "مصاصي الدماء"
وحينما كان ينظر الي جثة الرجل دخلت الأبخرة السوداء من تحت باب الغرفة وتجسد "الرجل الشبح" أمامه بكامل هيئته البشعة وأمسك بالشاب من عنقه ورفعه عاليا بقوة جبارة ثم قذف به الي الحائط فطار جسد الشاب وأصطدم بقوة ثم سقط أرضا حتي سالت الدماء من رأسه ووجه بينما شعر  بألآم كبيرة في جسده، ورآي "جون" الشبح يرفع زوجته بين ذراعيه فذاد هذا من غضبه الذي تضاعف ألآف المرات فقام وعيناه تصطدم بعيني الشيطان الحمراء كالدم، هنا تذكر شيئا ما فأقترب من التابوت ومد يده بين طيات ملابسه وأخرج قداحته وأشعلها قائلا بغضب كبير:
" أتركها ايها الوغد والا احرقت جثتك "
نظر الشيطان أليه وقد ذادت هيئته بشاعة ثم صرخ في غضب، هنا قال جون بعناد :
" حسنا أيها الوغد سوف أرسلك في رحلة الي الجحيم "
ثم مد الشاب يده نحو وجه الجثة ومس النار بها فأشتعلت وسرت النيران في بقيتها بسرعة كبيرة، هنا صرخ الشيطان عاليا وأرتجت لصرخته جدران القصر بأكمله وسقط جسد"سيرينا" بينما تلاشي الشيطان علي شكل أبخرة سوداء، وأستفاقت الفتاه من أثر وقوعها لكن "جون" لم ينتظر لحظة واحدة فحملها بين زراعيه وتحرك سريعا ثم نزل بها الي الطابق الأرضي وبينما هو يركض بها بكل ما أوتي من قوة اشتعل كل شئ في القصر وأطلقت الجدران صوت صرخات عالية وكأنها أرواح حبيسة داخل القصر الملعون، هنا  ظهر باب القصر فأسرع الشاب وهو يحمل زوجته وفتح باب القصر وخرج منه مسرعا وأخذا يركضان معا بين أشجار الغابة المخيفة بينما خلفهما كان القصر كله يشتعل ومن وسط النيران تسمع أصوات صراخ ، أصوات كثيرة بل ألآف منها.


                                          ***********

تراصت أشعة الشمس الذهبية علي وجه "جون" وزوجته وهما يسيران داخل الغابة متجهين الي الطريق الرئيسي وأنكمشت "سيرينا" في جسد زوجها محاولة نسيان هذه الليلة البشعة التي رآوها وملئ الحزن قلبها علي فراق " أصدقائهم " الذين ماتوا ببشاعة وتفرقت دمائهم داخل القصر وقالت بصوت ضعيف متهالك:
" لا أريد مغادرة المنزل مرة أخري "
قال والدماء تلوث وجه:
" لا تقلقي بشأن ذلك يا عزيزتي فأنا أيضا أفكر في التقاعد بعد هذه الليلة والبقاء في المنزل لمساعدتك في الأمور المنزلية، ما رآيك أن أتولي أنا اعداد الطعام يوميا "
أبتسمت في تهالك وصارا الي أن وصلا الي الطريق الرئيسي وكانت العاصفة قد أنقشعت وهدأت الرياح بعد تلك الليلة وأستقلا سيارة أجرة للذهاب الي الفندق بينما في ذلك المساء كان الأثنان في المطار ليستقلا أول طائرة تعود بهما الي بلادهما ...
والي منزلهما


                                           تمت بحمد الله

 أستمتع بقراءة قصص رعب وخيال علمي حصرية وأنضم لألآف القراء علي صفحتنا : 


أذا أعجبتك القصة أخبرنا برآيك عنها عبر ترك تعليق بالأسفل


مع تحياتي
الكاتب : إسماعيل محمد

كلمات دليلية: قصص رعب- قصص مرعبة – قصص مخيفة – روايات رعب – قصص مستذئبين – قصص مصاصين دماء – قصص رعب حقيقية – قصص جان وشياطين – قصص رعب مخيفة – قصص وحوش.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"قصص رعب" سجين الجحيم - بيت الرعب والفانتازيا

"قصص مرعبة" الشر - بيت الرعب والفانتازيا

"قصص رعب مخيفة" العشاء الأخير - بيت الرعب والفانتازيا